مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 203 - الجزء 2

  فالقوانس منصوب بفعل مقدر تقديره نضرب⁣(⁣١) القوانس فتبيَّن بما ذكرنا أنه لا يعمل في اسم مظهر (إلا إذا كان) أفعل التفضيل في اللفظ صفة (لشيء) وهو رجل في المسألة الآتية (وهو): أي أفعل التفضيل (في المعنى) صفة (لمسَبَّب) لذلك الشيء وهو الكحل في المسألة الآتية إذ الحسن في المعنى صفة له (مُفَضَّل) ذلك المسبَّبُ وهو الكحل (باعتبار) الموصوف لفظاً (الأول) وهو «رجل» الذي عاد [إليه] الضمير من [لفظ] عينه في المسألة فحينئذ فَضِّل الكحل (على نفسه باعتبار غيره) وهو عين زيد في المسألة الآتية في حال كون الكلام (منفياً⁣(⁣٢)) كما يأتي (مثل: ما رأيت رجلاً أحسنَ في عينه الكحلُ منه في عين زيدٍ) فيُفَضَّل الكحل على نفسه باعتبار فضل نفس أحد مَحَلَّيْهِ وهو عين زيد على المحل الثاني وهو عين الرجل؛ إذ الشيء يوصف بصفة مَحَلِّه كقولهم: «سال


= منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره (وأحمى) الواو عاطفة وأحمى معطوف على أكر والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر (للحقيقة) و (منهم) جاران ومجروران متعلقان بأفعل التفضيل (وأضرب) الواو عاطفة وأضرب معطوف على أكر والمعطوف على المنصوب منصوب (منا) جار ومجرور متعلق بأضرب (بالسيوف) جار ومجرور متعلق بأضرب (القوانس) منصوب بفعل مقدر كأنه سئل عما يضربون فقال: نضرب القوانسا، ومما قيل في إعراب القوانس: أنها نصبت بنزع الخافض والتقدير أضرب منا للقوانس والألف للإطلاق.

الشاهد فيه: قوله: (القوانسا) حيث نصبه بفعل محذوف مقدر لا باسم التفضيل (أضرب) قال ابن جني: ولا يجوز لأن ينتصب القوانس بأضرب لأنَّ أفعل هذه للمبالغة تجري مجرى فعل التعجب وأنت لا تقول: ما أضرب زيداً عمراً حتى تقول: لعمرو، وذلك لضعف هذا الفعل وقلة تصرفه فإن تجشمت ما أضرب زيداً عمراً فإنما نصبت عمراً بفعل آخر على ما تقدم.

(١) دل عليه أضرب كأنه قيل ماذا تضربون؟ فقيل: القوانس.

(٢) وإنما اشترط أن يكون التفضيل منفياً إذ عند كونه منفياً يكون بمعنى الفعل ويعمل عمله لتجرد معنى الزيادة، وأما إذا لم يكن منفياً فلا يكن له فعل بمعناه لكون الزيادة باقية. (جامي، وسعيدي).