مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 205 - الجزء 2

  ومعمولها بالأجبني ولا يقال: فَتُقَدَّم لفظة⁣(⁣١) «منه» على الكحل لئلا يفصل الكحل بينه وبين عامله⁣(⁣٢) واجعلوا الكحل مبتدأ⁣(⁣٣)؛ لأنا نقول: لو قدمناه عاد الضمير إلى الكحل المقصود تأخره [هنا] لفظاً ورتبة لقصد الوصف⁣(⁣٤) بأحسن فقط ولو أجزنا جعل الكحل مبتدأ وأحسن خبراً مقدماً ليجوز عود الضمير منه إلى المبتدأ المتأخر لأدى ذلك إلى وصف رجل بالجملة والمراد خلافه كما بَيَّنا⁣(⁣٥) (ولك أن تقول) هذا المعنى بعبارة أخصر من هذه الأولى فتقول: «ما رأيت رجلاً» (أحسن في عينه الكحل من عين زيد) فحذفت الضمير المجرور بمن والحرف الجار لعين زيد والمعنى بحاله ولك أن تأتي بعبارة ثالثةٍ بَيَّنَهَا الشيخ بقوله: (فإنْ قَدَّمْتَ) على أفعل التفضيل (ذكر العين) التي فضل الكحل على نفسه بسبب حلوله فيها (قلت: ما رأيت كعين زيد أحسن فيها الكحل) وهذا


= لفظاً؛ لتقدمه رتبة كما جاز في داره زيد وتصير الجملة النكرة صفة للنكرة كما أن مثل ذلك جائز بإجماعهم مع أنه لا يفوت بذلك شيء مما قصدوا، وأيضاً يقال إن أحسن ولو هو مقدم لفظاً فهو مؤخر رتبة فكان الفصل بينه وبين معموله كلا فصل. فليتأمل.

(١) في (ب، ج): يُقدم لفظ، وفي (د): فقدموا.

(٢) ويقال: «ما رأيت رجلا أحسن منه في عينه الكحل». ذكره الرصاص.

(٣) صوابه خبرا؛ لأنا نقول: لو قدمناه عاد الضمير إلى الكحل المقصود تأخره؛ لأنه يؤدي إلى الإضمار قبل الذكر، وهذا واضح إذا قلنا: أنه يجوز أن يكون أفعل مبتدأ فإذا لم نقل بذلك ورد عليهم أنهم قد أجازوا في داره زيد وهو مثله ولعلهم يقولون إن هذا وإن كان جائزاً إلا أن غيره أولى منه ولذا قلَّ وروده فكأنهم كرهوا من أجل ذلك. (هطيل).

(*) في (ب، ج): «ويجعل» مكان: «واجعلوا».

(٤) للرجل.

(٥) قلت: هذا كله متعلق بمقصدهم دون خرم القاعدة إذ عند تقديم «منه» على الكحل يجوز عود الضمير إلى الكحل إذ رتبته التقديم حيث جعلناه مبتدأ وهو يصح الوصف بالجمل الخبرية فافهم. (سيدنا أحمد يحيى حابس |).