مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 206 - الجزء 2

  المثال وإن لم يكن فيه فصل [ظاهر] بين أحسن ومعموله بالكحل لو جعلناه مبتدأ فهو فرع لما قبله فأجري مجراه مع كونه أخصر و (مثل) هذا قول الشاعر [سحيم بن وثيل الرياحي]:

  ٣١١ - (مررت على وادي السباع ولا أرى ... كوادي⁣(⁣١) السباع حين يَظْلم واديا

  أَقَلَّ به رَكْبٌ أتوه تَئِيَّةً ... وأَخْوَفَ إلا ما وقى الله ساريا(⁣٢))


(١) وادي السباع بطريق الرقة مر به وائل بن فاضل على أسماء بنت رويم فهم بها حين رآها منفردة في الخبا فقالت: والله إن هممت بي لأدعون أسبعي فقال: مالي لا أرى بالوادي سواك؟ فصاحت بنيها يا كلب يا ذئب يا فهد يا دب يا صرحان يا أسد يا ضبع فجاءوا يتعادون، فقال ما هذا إلا وادي السباع. (قاموس).

(٢) البيتان من الطويل وهما لسحيم بن وثيل الرياحي.

اللغة: (وادي السباع) اسم موضع بطريق البصرة وهو الذي قتل فيه الزبير بن العوام. (تئية) بفتح التاء المثناة وكسر الهمزة بعدها وتشديد الياء مصدر تأيّا المكان أي: توقف ومكث وتمهل، (سارياً) اسم فاعل من سرى أي: سار في الليل.

الإعراب: (مررت) فعل وفاعل (على وادي) جار ومجرور متعلق بمررت ووادي مضاف و (السباع) مضاف إليه (ولا) الواو واو الحال و (لا) نافية (أرى) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا (كوادي) جار ومجرور متعلق بمحذوف يقع مفعولاً ثانيا لأرى إذا قدرتها علمية وتقع حالا من قوله وادياً إذا قدرت رأى بصرية ووادي مضاف و (السباع) مضاف إليه (حين) ظرف متعلق بمحذوف حال أخرى من وادياً الآتي (يظلم) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة الفعلية في محل جر بإضافة حين إليها (وادياً) مفعول أول مؤخر عن المفعول الثاني (أقل) نعت لقوله وادياً وهو أفعل تفضيل (به) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ركب الآتي (ركب) فاعل لأقل (أتوه) فعل ماض والواو فاعله والهاء مفعول به والجملة في محل رفع صفة لركب (تيئة) تمييز لأفعل التفضيل (وأخوف) الواو عاطفة أخوف معطوف على أقل (إلا) أداة استثناء ملغاة (ما) مصدرية ظرفية (وقى) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل وقى (ساريا) قيل: هو مفعول به لوقى وأحسن من هذا أن يكون تمييزاً لأفعل التفضيل الذي هو أخوف.

الشاهد فيه: قوله: (أقل به ركب) حيث رفع أفعل التفضيل اسماً ظاهراً. (هامش ابن عقيل لمحمد محيي الدين).