[الفعل]
  مفرداً) مذكراً أو مؤنثاً يقول الواحد منهما «أنا أضرب» وكان القياس أن تكون هذه الزيادة ألفاً(١) إلا أنها جعلت همزة لتعذر النطق بالساكن ابتداء (والنون له) [أي: للمفرد] (مع غيره) وذلك [في] المثنى والمجموع من مذكر ومؤنث وللواحد(٢) المعظم نفسه نحو «نحن نقوم، ونحن نضرب»؛ لأنه إنما يتكلم عنه وعن غيره مثل قول العالم: نحن نشرح ونبين أي: أنا وأهل مقالتي إلا الباري جلَّ وعلا فإنه يتكلم عنه فقط وهو أحق بالتعظيم [ﷻ] كقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}[القدر]، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}[يوسف: ٣]، {نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}[الحجر: ٩]، {وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ٥٨}[القصص]، وكان القياس أن الزوائد لا تكون إلا من حروف(٣) المد لكن لما كان في النون غنة أشبهت حروف المد فأجريت مجراها(٤) (والتاء للمخاطب) مطلقاً مذكره ومؤنثه ومثناهما ومجموعهما تقول: «أنتَ تفعل يا زيد، وأنت تفعلين يا هندُ، وأنتما تفعلان يا رجلان ويا هندان وأنتم تفعلون يا رجال، وأنتن تفعلن يا هندات» (والمؤنث(٥)) المفردة الغائبة نحو: «هند تفعل» (والمؤنثتين غيبة) أي: في حال الغيبة نحو: «الهندات تفعلان» وأصله(٦) الواو لكن كرهوا الابتداء بها زائدة لأجل ثقلها فقلبوه تاء كما في تجاه ووجاه، وتراث ووراث، وجعلوها للمخاطب ليوافق لفظ أنت (والياء للغائب غيرهما(٧)) أي: غير المؤنث والمؤنثتين وذلك
(١) لما سيأتي الآن في علة حروف المد.
(٢) عبارة «السعيدي» و (الرصاص) ويدخل في ذلك الواحد المعظم نفسه لأنه إنما يتكلم ... إلخ.
(٣) لكثرة دورانها في الكلام إذ لا تخلو كلمة منها أو من منشئها - وهي الحركات. خبيصي.
(٤) في كونها من الزوائد.
(٥) في أغلب المتون مخطوطة ومطبوعة بلفظ: (وللمؤنث).
(٦) أي: التاء.
(٧) فصارت الهمزة مشتركة بين اثنين والنون بين أربعة والتاء بين ثمانية، والياء نقطتين من أسفل بين أربعة. (خالدي).