مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 213 - الجزء 2

  مفرداً) مذكراً أو مؤنثاً يقول الواحد منهما «أنا أضرب» وكان القياس أن تكون هذه الزيادة ألفاً⁣(⁣١) إلا أنها جعلت همزة لتعذر النطق بالساكن ابتداء (والنون له) [أي: للمفرد] (مع غيره) وذلك [في] المثنى والمجموع من مذكر ومؤنث وللواحد⁣(⁣٢) المعظم نفسه نحو «نحن نقوم، ونحن نضرب»؛ لأنه إنما يتكلم عنه وعن غيره مثل قول العالم: نحن نشرح ونبين أي: أنا وأهل مقالتي إلا الباري جلَّ وعلا فإنه يتكلم عنه فقط وهو أحق بالتعظيم [] كقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}⁣[القدر]، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}⁣[يوسف: ٣]، {نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}⁣[الحجر: ٩]، {وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ٥٨}⁣[القصص]، وكان القياس أن الزوائد لا تكون إلا من حروف⁣(⁣٣) المد لكن لما كان في النون غنة أشبهت حروف المد فأجريت مجراها⁣(⁣٤) (والتاء للمخاطب) مطلقاً مذكره ومؤنثه ومثناهما ومجموعهما تقول: «أنتَ تفعل يا زيد، وأنت تفعلين يا هندُ، وأنتما تفعلان يا رجلان ويا هندان وأنتم تفعلون يا رجال، وأنتن تفعلن يا هندات» (والمؤنث⁣(⁣٥)) المفردة الغائبة نحو: «هند تفعل» (والمؤنثتين غيبة) أي: في حال الغيبة نحو: «الهندات تفعلان» وأصله⁣(⁣٦) الواو لكن كرهوا الابتداء بها زائدة لأجل ثقلها فقلبوه تاء كما في تجاه ووجاه، وتراث ووراث، وجعلوها للمخاطب ليوافق لفظ أنت (والياء للغائب غيرهما⁣(⁣٧)) أي: غير المؤنث والمؤنثتين وذلك


(١) لما سيأتي الآن في علة حروف المد.

(٢) عبارة «السعيدي» و (الرصاص) ويدخل في ذلك الواحد المعظم نفسه لأنه إنما يتكلم ... إلخ.

(٣) لكثرة دورانها في الكلام إذ لا تخلو كلمة منها أو من منشئها - وهي الحركات. خبيصي.

(٤) في كونها من الزوائد.

(٥) في أغلب المتون مخطوطة ومطبوعة بلفظ: (وللمؤنث).

(٦) أي: التاء.

(٧) فصارت الهمزة مشتركة بين اثنين والنون بين أربعة والتاء بين ثمانية، والياء نقطتين من أسفل بين أربعة. (خالدي).