مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 214 - الجزء 2

  المفرد المذكر ومثناه ومجموعه نحو: «زيد يفعل، والزيدان يفعلان، والزيدون يفعلون» وجمع المؤنث [غائبات] نحو: الهندات يفعلن (وحرف المضارعة مضموم في الرباعي) لئلا يلتبس بغيره⁣(⁣١) واختص الضم به ليعادل ثقل الضم قلة حروف الرباعي وإلا فالأصل الفتح لكنه جعل لغير الرباعي كالخماسي فما فوقه ليخفَّ في مقابلة كثرة حروفه، تقول في الرباعي: «دحرج يدحرج، وأخرج يخرج» (مفتوح فيما سواه) وذلك في الخماسي فما فوقه وفي الثلاثي نحو: «انطلق ينطلق واستخرج يستخرج وخرج يخرج» وفتح حرف المضارعة في الخماسي فما فوقه لكثرة حروفه وفتح في الثلاثي لكثرة دورانه في كلامهم والفتح خفيف كما سبق (ولا يعرب من الأفعال غيره) أي غير المضارع وذلك لمشابهته الاسم كما تقدم لفظاً من حيث إن يضرب كضارب [في عدد الحركات والسكانات والحروف] ومعنى لوقوع الفعل المضارع مشتركاً وتخصيصه بالسين ونحوه كما تقدم فأشبه الاسم النكرة كما بيِّن وهذا (إذا لم⁣(⁣٢) يتصل به نون تأكيد) نحو: «لا تضربَنَّ يا زيد، ولا تضربِنَّ يا هند، ولا تضربُنَّ يا زيدون، ولا تضربْنانِّ يا نساء»، (ولا) [يتصل به] (نون جمع⁣(⁣٣) مؤنث) نحو: «الهندات يَضْرِبْنَ، وأنتُنَّ تَضْرِبْنَ» وذلك لِأَنَّ الفعل عند اتصال أحد النونين المذكورتين به يبنى؛ إذ لو


(١) كما إذا قلت في مضارع أضرب عن الأمر يضرب بالفتح التبس هل هو مضارع أضرب أو مضارع ضرب.

(٢) ولما كان هذا الكلام في قوة قولنا: وإنما يعرب المضارع صح أن يتعلق به قولنا: إذا لم يتصل ... إلخ.

(٣) لأنه إذا اتصل به أحدهما يكون مَبْنِيَّاً؛ لأن نون التأكيد لشدة الاتصال بمنزلة جزء الكلمة فلو دخل الإعراب قبلها يلزم دخوله في وسط الكلمة ولو دخل عليها لزم دخوله على كلمة أخرى حقيقة. ولأن نون جمع المؤنث في المضارع تقتضي أن يكون ما قبلها ساكناً لمشابهتها نون جمع المؤنث في الماضي فلا تقبل الإعراب. (جامي).