[الفعل]
  أعربناه مع نون التوكيد أدى إلى التباس المسند إلى الواحد بالمسند إلى غيره [في نحو: «هل تضربُنَّ؟»] إذ حركة ما قبل نون التوكيد مع المذكرين مضمومة نحو: «لا تضربُنَّ يا زيدون» ومع المخاطبة مكسورة نحو: «لا تضربِنَّ يا هند» ومفتوحة فيما عدا(١) ذلك فلم يتأت الإعراب على الحرف الذي قبل النون ولو جعلنا الإعراب على النون لجعلناه على ما يشبه(٢) التنوين وذلك مكروه عندهم، وأما مع نون الجمع المؤنث فِلَأَنَّا لو أعربناه بالحركات على ما قبلها أدى إلى تحريك ما قبل الضمير البارز المرفوع وقد تقدم أنه يسكن(٣) له لام الفعل(٤). (وإعرابه رفع) نحو: «زيد يضرب» (ونصب) نحو: «زيدٌ لَنْ يَضْرِبَ» (وجزم) نحو «لم يضرب» ولم يدخله الجر لما(٥) تقدم من أنه يختص بالاسم والجزم عوض عنه. ثم إنَّ الشيخ يريد أن يشرع في تبيين إعراب المضارع، وما يعرب منه بالحركات لفظاً أو تقديراً، أو ما يعرب بالحروف بقوله: (فالصحيح(٦)) خرج المعتل فسيأتي (المجرد عن ضمير بارز مرفوع للتثنية والجمع) أي المذكر (والمخاطب المؤنث) فما عدا(٧) هذا فهو (بالضمة) رفعاً
(١) فلو قيل: «هل تضربُن؟» بالضم لم نعلم أن الضمير للإعراب وهو مفرد أو للدلالة على الواو المحذوفة وهو جمع، وأيضاً لو قيل: «لن يضرِبنَّ» بالفتح في جمع المذكر لالتبس بالمفرد.
(٢) من حيث أن كلاً منهما تابع لحركة آخر الكلمة.
(*) في (أ): على شبه التنوين.
(٣) ولو أعرب بالحرف أعني النون لجمع بين النونين ذكر معناه (الخبيصي).
(٤) هذا في الماضي وكذلك هنا لمشابهة هذه نون الجمع المؤنث في الماضي في نحو: «ضربن». (جامي) - ولعل هذه المشابهة هي وجه البناء في المضارع إذا اتصل به إحدى النونين لكونه شابه مبني الأصل.
(٥) عبارة الأصل: كما تقدم، وقد أثبتنا ما في (ب، ج) كونه أنسب والله أعلم.
(٦) وهو عند النحاة ما لم يكن حرفه الأخير حرف علة. (جامي).
(٧) الأولى في العبارة فما وجد فيه هذان الشرطان أعني الصحيح والتجرد. (سيدنا علي الطبري ¦).