[الفعل]
  (والحذف) في حال الجزم وذلك لأن الجزم حذف الآخر حركة أو حرفاً لفظاً وقد حذفت الحركة رفعاً لما مر فلم يبق إلا حرف العلة فجعل حذفه علامة للجزم تقول: «لم يغْزُ ولم يَرْمِ» وقد جاء حذف الحرف تقديراً كقراءة قنبل: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِي وَيَصْبِرْ}[يوسف: ٩٠]، وقول الشاعر قيس بن زهير:
  ٣١٤ - ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد(١)
  (و) [أما] (المعتل بالألف) [فإن إعرابه] (بالضمة والفتحة تقديراً) في حالتي الرفع والنصب؛ إذ آخره ألف مفردة(٢) ساكنة لا تحرك كما في المقصور
(١) البيت من بحر الوافر وهو لقيس بن زهير العبسي.
اللغة: (بنو زياد) هم الكملة الربيع، وعمارة وقيس بنو زياد بن سفيان العبسي وأمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية والمراد لبون الربيع بن زياد وكانت أم الربيع على راحلتها فأخذ قيس بن زهير بزمامها يريد أن يرتهنها بدرعه وكان قيس بن زهير قد أعارها الربيع فمطله بها، في قصة من أيام العرب (الأنباء) جمع نبأ وهو الخبر (تنمي) نما الشيء ينمو من باب ضرب يضرب أي: تزيد وتكثر (لبون) هي الإبل ذات اللبن.
الإعراب: (ألم) الهمزة للاستفهام ولم حرف نفي وجزم وقلب (يأتيك) يأتي فعل مضارع مجزوم بحذف الياء وإنما أثبتت هنا لضرورة الوزن، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود إلى المفهوم من السابق والقرائن والكاف ضمير مخاطب مفعول به (والأنباء) الواو حالية والأنباء مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (تنمي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وجملة «الأنباء تنمي» في محل نصب حال وقيل: الواو اعتراضية فتكون لا محل لها (بما) الباء حرف جر زائد و «ما» اسم موصول مبني في محل رفع فاعل يأتي (لاقت) لاقى فعل ماض والتاء للتأنيث (لبون) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف وبني من (بني زياد) مضاف إليه مجرور بالياء وبني مضاف وزياد مضاف إليه، والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول والعائد محذوف والتقدير: «لاقته».
الشاهد فيه: (ألم يأتيك) حيث أثبت الياء للضرورة الشعرية.
(٢) أي: ليس معها ألف أخرى، وتسمى الألف المقصورة.