مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 220 - الجزء 2

  فقدر عليه الإعراب كما في «عصى» تقول: «هو يخشى ولن يخشى»، (والحذف) لحرف العلة يعني في حالة الجزم لما مَرَّ نحو: «لم يخش» قال الشاعر:

  ٣١٥ - لا تَرْجُ أو تَخْشَ غير الله إن أذى ... واقيكه الله لا ينفك مأمونا(⁣١)

  (ويرتفع إذا تَجرَّد⁣(⁣٢) عن الناصب والجازم مثل: يقوم زيد) ويضرب ويخرج ونحو ذلك وهذا كلام الفراء وضعف بجعله لعدم العامل⁣(⁣٣) عاملاً، وقال الكسائي العامل حرف⁣(⁣٤) المضارعة وضعف بأن حرف المضارعة موجود مع الناصب والجازم وكلام البصريين أن العامل فيه وقوعه موقع الاسم فإن «زيد يضرب» بمثابة زيد⁣(⁣٥) ضارب ولا يعترض بخبر كاد من حيث أنه لا يكون إلا فعلاً نحو: «كاد زيد يقوم» ولا يكون اسماً لأنا نقول: أصله أن يكون


(١) تقدم تخريج هذا البيت وإعرابه برقم (٢١٥).

الشاهد فيه: قوله: (لا ترج أو تخش) حيث جزم ترج وتخش وحذف منهما حرف العلة.

(٢) وليس من شرط التجرد عن الشيء تقدم التلبس كالمولود فإنه يصح وصفه بالتجرد عن اللباس. تمت (سعيدي).

(٣) لأن العدم لا يعمل في أمر ثبوتي. (نجم ثاقب) لقائل أن يقول: قد عمل الابتداء ورفع المبتدأ والخبر على كلام البصريين وهو أمر عدمي؛ إذ هو تجريد الاسم عن العوامل اللفظية ليسند إلى شيء أو ليسند إليه شيء.

(٤) إذ أصل المضارع إما الماضي وإما المصدر ولم يكن فيهما الرفع بل حدث مع حدوث الزيادة فإحالته على هذا الظاهر أولى من إحالته على المعنوي الخفي إلا أنه يعزلها عن الرفع عامل النصب والجزم لضعفها. (نجم الدين).

(٥) قوله: بمثابة زيد ضارب ... إلخ فأعطي أسبق الإعراب وأقواه وهو الرفع. قال ابن عقيل: وكلام البصريين ضعيف؛ لأن الماضي يقع موقع الاسم نحو: «زيد قام» ولأنه قد يقع حيث لا يصح وقوع الاسم نحو: «سيقوم وسوف يقوم وهَلَّا تضرب» لأن حرف التنفيس والتحضيض من خواص الأفعال. تمت ابن عقيل. والجواب عن نحو: سيقوم بأنّ سيقوم مع السين واقع موقع الاسم لا يقوم وحده والسين صارت كأحد أجزاء الكلمة وسوف في حكم السين. (جامي).