[الفعل]
  أحسنُ إليك» فهي حينئذٍ لغو؛ لتوسطها بين المبتدأ والخبر، وإما بتوسطها بين الشرط والجزاء فتلغو، نحو: «إن تأتني إذن أُحْسِن(١) إليك»، وإما أن يكون الفعل حالاً(٢) كقولك لمن يحدثك: «إذن أظنك صادقاً»؛ إذ الظن إنما يحصل في الحال، ولذلك قال الشيخ: (و) [الثاني أنها لا تنصب إلا إذا] (كان الفعل مستقبلاً) يحترز من الحال كما سبق (مثل: إذن تدخل الجنة) للقائل: أسلمتُ (ومعناها الجواب والجزاء) تقول لمن قال: أنا آتيك: «إذن أحسن إليك»، فقولك: إذن أحسن إليك» جوابٌ لقوله: «أنا آتيك» وجزاء له. (وإذا وقعت) إذن (بعد الواو والفاء فالوجهان) الإلغاء لحصول الاعتماد على ما وقعت بعده منهما(٣) كما قرئ: {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ}[الإسراء: ٧٦]، والإعمال لاستقلال الفعل مع فاعله من غير نظر إلى حرف العطف، وقرئ في غير السبعة: {وَإِذًا لَا يَلْبَثُوا خِلَافَكَ}، والأول أكثر؛ إذ ما بعد حرف العطف معتمد على المعطوف عليه. (وكي مثل: أسلمت كي أدخل الجنة» ومعناها السببية) أي: يكون ما قبلها سبباً لما بعدها، فالإسلام سبب لدخول الجنة، وهذا كلام الكوفيين أنها ناصبة بنفسها سواء كانت اللام معها، نحو: «لكي أدخل الجنة» أم لا كما مثلنا. وعند الأخفش أنها حرف جر والنصب بعدها بإضمار أن مطلقاً(٤)، فإن وقعت اللام قبلها فـ «كي» بدل عنها، وإنْ وقعت قبل اللام فاللام بدل
(١) وإما أن يكون ما بعدها جواباً لما قبلها نحو: «والله إذن لأفعلن». (رصاص). وضابط ذلك أن يكون ما بعدها من تمام ما قبلها. (نجم الدين).
(٢) فيه نظر؛ لأنه ليس من الاعتماد بل هو شرط آخر كما ذلك ظاهر. سماع. وكان الأحسن تأخيره بعد قول الماتن مستقبلاً.
(٣) ظاهر كلام السيد أن الاعتماد على نفس الواو والفاء وليس كذلك فإنه على المعطوف عليه كما سيصرح به الآن.
(٤) سواء كان اللام معها أم لا.