مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 224 - الجزء 2

  عنها؛ لأن الحرف يبدل عن الحرف⁣(⁣١)، وعند البصريين أنها إن دخلت عليها اللام فهي مصدرية ناصبة بنفسها، وإن لم تدخل عليها فهي حرف [جر] ناصبة بإضمار أن. (وحتى) تنصب الفعل بإضمار أن عند البصريين؛ لأنها حرف جر فلا تنصب المضارع إلا بتأويله اسماً وجعله في تأويل المصدر ليصح دخولها عليه ولا يتأتى ذلك إلا بتقدير أن المصدرية لتسبكه مصدراً وتعذر تقدير⁣(⁣٢) غيرها ناصبة، وذلك (إذا كان) الفعل (مستقبلاً⁣(⁣٣)) لا حالاً فلا تنصبه كما سيأتي، فإذا كان مستقبلاً فالعبرة (بالنظر إلى ما قبله) سواء كان مترقباً عند الإخبار، أو منقضياً عنده حكاية ألا ترى أنك تقول: «سرت أمس حتى أدخل البلد» فتنصب ما بعدها إذا أردت الإخبار عن الدخول المترقب حال السير وإن كان ذلك قد مضى حال الإخبار، فهي مع هذا في أغلب أحوالها (بمعنى كي⁣(⁣٤)) كثيراً (أو) بمعنى (إلى أن) قليلاً (مثل: أسلمت حتى أدخل الجنة) فهي بمعنى كي، أي: كي أدخل الجنة فهي للمستقبل حقيقة (وكنت سرت حتى أدخل البلد) وهذا المثال فيما كان الفعل مستقبلاً بالنظر إلى ما قبله⁣(⁣٥)؛ إذْ الدخول مترقب بالنظر إلى ذلك السير وإن كان منقضياً حال الإخبار به، وهذا المثال يحتمل أن يكون فيه بمعنى «كي» أو «إلى أن». (وأسير حتى تغيب الشمس)


(١) لتوافقهما في المعنى.

(٢) من حروف المصدر التي هي ما و «لو» فإنهما لا يعملان ظاهرين فلا يعملان مقدرين. سماع. ولا يصح تقدير كي؛ لأنها لا تستعمل إلا في مقام السببية فلا يصح تقديرها في نحو: «أسير حتى تغيب الشمس»، فلم يبق إلا أن التي هي أم الباب. (خالدي).

(٣) وإن كان بالنظر إلى زمان التكلم حالاً أو ماضياً أو مستقبلاً. (جامي).

(٤) وضابطه أن كل موضع كان الفعل الأول فيه سبباً للثاني فحتى فيه بمعنى كي، وكل موضع كان الثاني فيه غاية للأول فحتى فيه بمعنى إلى أَنْ.

(٥) وأما بالنظر إلى زمان التكلم فيحتمل أن يكون ماضياً أو حالاً أو مستقبلاً. (جامي).