[الفعل]
  وهذا مثالها بمعنى «إلى أن» والفعل مستقبل تحقيقاً (فإن أردت(١) الحال تحقيقاً أو حكاية كانت حرف ابتداء(٢) فيرفع) الفعل بعدها حتماً لفقدان الاستقبال مثل: سرت حتى أدخل البلد» مخبراً بهذا وأنت في حال الدخول(٣)، ومثال حكاية الحال الماضية: سرت حتى أدخل البلد [أمس]» قاصداً حكاية حالك عند الدخول، ومنه قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}[البقرة: ٢١٤]، فقد مضت الزلزلة والقول لكن حكى حالهم، فكأنه قال: «وزلزلوا حتى هو الآن يقول الرسول. (و) إذا قصدت الحال حكاية أو تحقيقاً فإنها (تجب السببية) أي: سببية ماقبلها لما بعدها؛ لأنها إذا كانت حرف ابتداء انقطع ما بعدها عما قبلها واشترطت السببية لتربط فيما بينهما بخلافها [إذا كانت] ناصبة بتقدير أَنْ فإنها حرف جر، وأن المقدرة مصدرية تسبك الفعل بعدها مصدراً فتجره «حتى» وتعلق بما قبلها، ومثال السببية [قوله]: (مثل: مَرِض حتى لا يرجونه) فالفعل هنا حال تحقيقاً، أي: هو الآن لا يرجى والمرض سبب لعدم الرجاء. (ومن ثَمَّ(٤)) أي ومن أجل أن حتى إذا رفعت ما بعدها كانت حرف ابتداء (امتنع الرفع في: «كان سيري حتى أدخلها» في الناقصة) المفتقرة إلى خبر فلا ترفع
(١) وإنما وجب الرفع عند إرادة الحال لما ذكر المصنف في شرح المفصل من أنهم إنما نصبوا في مواضع النصب المذكور لأنه أمكن من تقدير الناصب ألا ترى أن الفعل مستقبل وأن تقدير أن فيه متحقق لأنها للاستقبال فصح تقديرها بخلاف موضع الرفع فإنها للحال وتقدير أن في الحال مناقض لأنها للاستقبال فلا يجامع الحال فلذلك جاز النصب في مواضع الاستقبال وفات في مواضع الحال. (سعيدي).
(٢) لا جارة ولا عاطفة ومعنى كونها حرف ابتداء أن يبتدأ بها كلام مستأنف لا أن يقدر بعدها مبتدأ يكون الفعل خبره لتكون داخلة على اسم كما توهم بعضهم. (جامي).
(٣) وأردت الحال.
(٤) أي: ومن أجل هذين الأمرين أي: كون حتى عند إرادة الحال حرف ابتداء ووجوب سببية ما قبلها لما بعدها. (جامي).