[الفعل]
  والعامل في الشرط عند سيبويه والمبرد كلمة الشرط، وفي الجزاء هي والشرط(١) جميعاً. وعند السيرافي: هي(٢) العاملة فيهما جميعاً. وعند الأخفش: أن العامل في الشرط أداته وفي الجزاء الشرط.
  (و) اعلم أن الجزاء بحسب(٣) دخول الفاء فيه وعدم ذلك على ثلاثة أقسام، وقد بينها الشيخ بقوله: (إذا كان الجزاء ماضياً بغير قد لفظاً(٤) أو معنى لم تجز الفاء) في الجزاء، مثال الماضي بغير قد لفظاً: «إن أكرمتني أكرمتك»، أو تقديراً: «إن لم تكرمني لم أكْرِمْك»؛ وذلك لأن الشرط(٥) مؤثر فيه من جهة المعنى من حيث قلب معناه إلى الاستقبال فاستغنى عن الفاء الرابطة الدالة على كونه جواباً بخلاف ما فيه «قد» لفظاً نحو قوله تعالى: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}[يوسف: ٧٧]، أو تقديراً كقوله تعالى: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ}[يوسف: ٢٦]، [أي: فقد صدقت] فإن هذا ماضٍ محقق لم يؤثر فيه الشرط فاحتيج إلى الفاء الدالة على كونه جزاء.
  القسم الثاني: قوله: (وإن كان) الجزاء (مضارعاً مثبتاً) نحو: «إن تأتني
(١) لأن حرف الشرط ضعيف لا يقوى على عملين فيعملان في الجزاء لارتباطهما معاً وصيروتهما كشيء واحد. (نجم الدين).
(٢) لاقتضائها الفعلين اقتضاء واحداً وتربط إحدى الكلمتين بالأخرى حتى صارتا كالكلمة الواحدة. (رضي).
(٣) في (ب، ج): بالنظر إلى.
(٤) قوله: لفظاً تفصيل للماضي نحو: «إن خرجت خرجت» أو معنى نحو: «إن خرجت لم أخرج»، ويحتمل أن يكون تفصيلاً لقد أي: لم يقترن بقد سواء كان قد ملفوظاً كقوله تعالى: (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل)، أو معنوياً مقدراً كقوله تعالى: (إن كان قميصه قد من قبل فصدقت)، أي: فقد صدقت. (جامي).
(٥) أي: حرف الشرط.