مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 244 - الجزء 2

  أكرمك أو فأكرمك» (أو منفياً⁣(⁣١) بلا) نحو: «إن يضربك لا يفلح أو فلا يفلح» (فالوجهان) جائزان كما مثلنا، أما دخول الفاء في المثبت فلتجويز أن يكون خبراً لمبتدأ محذوف فلا يؤثر⁣(⁣٢) فيه الشرط فيحتاج إلى الفاء للدلالة⁣(⁣٣)، ومنه قراءة حمزة⁣(⁣٤): {إِنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}⁣[البقرة: ٢٨٢]، وحذف الفاء لجواز تقدير كونه جواباً [بنفسه] فيؤثر فيه الشرط كما مر فلا يحتاج إلى الفاء وهو الأكثر؛ لعدم الحاجة إلى حذف المبتدأ، وأما وجه حذف الفاء مع «لا» فلجواز تَجَرُّدِ «لا» عن⁣(⁣٥) الاستقبال كما إذا أتت بعد «أن» المصدرية⁣(⁣٦) نحو: «أريد أن لا تقوم» فيكون لمجرد النفي فقط فيؤثر الشرط في الجزاء، وأما إثبات الفاء فلجواز أن تكون «لا» للاستقبال⁣(⁣٧) كسائر أخواتها فيكره عمل حرفي استقبال⁣(⁣٨) في الجزاء فلا يعمل فيه الشرط فيحتاج إلى الفاء ولا يجزم كقوله تعالى: {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ١٣}⁣[الجن].

  القسم الثالث: وهو الذي يلزم فيه الفاء وهو قوله: (وإِلَّا) يكن الجزاء كما تقدم (فالفاء) لازمة فيه، وذلك في الجملة الاسمية كقوله تعالى: {أَفَإِنْ مِتَّ


(١) احترازاً عما إذا كان منفياً بلم فإنه مندرج فيما سبق لكونه ماضياً معنى أو بلن حيث يجب فيه الفاء لعدم تأثير حرف الشرط فيه معنى. (جامي).

(٢) لأن التأثير في قلب معناه إلى الاستقبال وذلك لا يتصور في الجملة الاسمية؛ لأن معنى الزمان إنما يكون في الفعل.

(٣) على كونه جواباً.

(٤) وباقي القراء يفتحون أن فليست عندهم للشرط فتخرج بذلك عن الباب.

(٥) أي: يكون للنفي فقط لا لنفي المستقبل.

(٦) فإنه يجب أن تكون لا بعد «أن» المصدرية للنفي فقط لا لنفي الاستقبال؛ لأن الاستقبال قد استفيد من أن فلا تكون دالة الشرط؛ إذ لا يجتمع حرفان لمعنى واحد.

(٧) أي: لنفي الاستقبال.

(٨) فإذا كره عملهما معاً اختصت به «لا» لقربها.