[الفعل]
  سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ٣٦}[الروم]، أي: فهم يقنطون وقد جاء حذف الفاء مع الجملة الاسمية في الشعر كقول الشاعر:
  ٣٢٩ - من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشرِّ عند الله مثلان(١)
  أي: فالله يشكرها. (و) يجزم (بإن مقدرة بعد الأمر) وسيأتي (والنهي) وسيأتي (والاستفهام) نحو: «أين بيتك أزرك؟» أي: إن أعرف بيتك أزرك. (والتمني) نحو: «ليت زيداً عندنا يحدثنا» أي: إن يكن عندنا يحدثنا. (والعرض) ألا تنزل عندنا تصب خيراً، أي إن تنزل، والتحضيض نحو: «هلا تقوم أقم» أي: إن تقم أقم، وفي معنى ذلك الدعاء نحو: «شفى الله فلاناً يفعل خيراً يثب عليه» أي: إن يشف الله فلاناً يفعل خيراً، [وذلك] (إذا قصد السببية)
(١) البيت من البسيط وهو لعبدالله بن حسان بن ثابت. وقيل لحسان بن ثابت. وقيل لعبدالرحمن بن حسان وقيل لكعب بن مالك.
اللغة: (الحسنات) جمع حسنة وهي عمل الخير يعمله الإنسان في الدنيا (يشكرها) يجزيه عليها خيراً (الشر): فعل السوء وهو ضد الحسنة.
الإعراب: (مَنْ) اسم شرط جازم مبتدأ يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه (يفعل) فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو (الحسنات) مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم وجملة الشرط في محل رفع خبر المبتدأ و (الله) لفظ الجلالة مبتدأ (يشكرها) يشكر فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر تقديره هو والهاء مفعول به وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط (والشر) الواو حرف استئناف، والشر مبتدأ (بالشر) قال بعضهم: الباء فيه للمقابلة كما تقول قابلت إحسانه بضعفه (مثلان) خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى والدسوقي أعربه (الشر) مبتدأ خبره (بالشر) و (عند الله) متعلق بالخبر و (مثلان) خبر مبتدأ محذوف أي: هما مثلان.
الشاهد فيه: (الله يشكرها) حيث حذف الفاء الرابطة لجواب الشرط من الجملة الاسمية وذلك للضرورة الشعرية والتقدير فالله يشكرها.