مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 303 - الجزء 2

  وذلك لشبههما بالأسماء والحروف لتوغلهما في عدم التصرف ثم نعود إلى تمثيلهما فنقول: (مثل: ما أحسن زيداً!) هذا مثال «ما أفعله» أي: ما أحسنه (وأحسن بزيد!) هذا مثال «أفعِل به» [أي: أحسن به] (ولا يبنيان⁣(⁣١) إلا مما يبنى منه أفعل التفصيل⁣(⁣٢)) وهو الفعل الثلاثي المجرد المبني للفاعل الذي ليس بلون ولا عيب، وذلك لمشابهة هذين [اللفظين] لأفعل التفصيل من حيث المبالغة⁣(⁣٣) ونحو: «ما أشهى الطعامَ!» و «ما أمقت الكذب⁣(⁣٤)» مما يبنى من فعل ما لم يسم فاعله⁣(⁣٥) شاذ هنا كما تقدم في أفعل التفضيل بخلاف: «ما أمقت زيداً» و «ما أشهى عمراً» فجائز⁣(⁣٦)؛ لكونه مبنياً مما سمي فاعله.

  (و) إذا أردت أن تبني فعل تعجب مما زاد على الثلاثي المجرد أو من لون أو من عيب أو مبني للمفعول فإنه لا يتهيأ بل (يتوصل) إلى التعجب من ذلك (في الممتنع) صوغ فعل التعجب منه وهو ما بيناه (بمثل: «ما أشدَّ استخراجه) وحمرته، وأقبح عَوَرَه» (و «أشدد باستخراجه) وأقبح بِعَوَرِه» و «ألْعِن


(١) قال نجم الدين: لكنه يزيد عليه بشرطين وهو: ١ - أنه لا يبنى إلا مما وقع واستمر بخلاف التفضيل فإنك تقول: «أنا أضرَب منك غداً». ٢ - ولا يتعجب إلا مما حصل في الماضي واستمر. (بغية).

(٢) ومن شرط فعل التعجب أيضاً أن يقبل التفاضل أي: الزيادة والنقصان؛ ليصح أن يختص المتعجب منه بالزيادة فلا يبنى من نحو: «مات وفني» لتساوي الفاعلين فيه فلا يقال: «ما أموته وما أفناه» بل «ما أفجع موته» و «وما أسرع فناه». (شرح ملحة).

(٣) والتأكيد تمت أفعلُ التفضيل للمبالغة في الزيادة، وهذا للمبالغة في التعجب من الصفة التي تكون للمتعجب منه.

(٤) أي: ما أشد كونه ممقوتاً.

(٥) إذ هو من شهي الطعام، ومقت الكذب وهو مبني للمفعول إذ الطعام مشتهى والكذب ممقوت.

(٦) لأنك تقول: شهي زيد الطعام.