[الفعل]
  بالرجل وقد تقدم ما ينقض هذا في كلامنا (وما مبتدأ نكرة) تامة بمعنى شيء (عند سيبويه) وقول للأخفش (ما(١) بعدها الخبر) تقديره «شيء حسَّنَ زيداً» فشيء مبتدأ وحسن فعل ماض فاعله ضمير فيه وزيداً مفعول، وتخصَّصَ المبتدأ بكونه في معنى الفاعل كأنه قال: «ما حسّن زيداً إلا شيء» مثل: «شر أهر ذا ناب» و «أمر أقعده عن الخروج»، وفي هذا القول قوة من حيث عدم حذف الخبر وضعف من حيث استعمال ما بمعنى شيء مبتدأ، قال المصنف: ولم يثبت ذلك (موصولة) وما بعدها صلتها وذلك (عند الأخفش والخبر محذوف) تقديره: الذي(٢) حسَّنَ زيداً شيء، وفي هذا قوة من حيث استعمال «ما» بمعنى الذي مبتدأ وذلك كثير، وضعف بسبب حذف الخبر وجوباً مع عدم ما يسد(٣) مسده (و) لفظ (به) في [نحو]: «زيد أحسن به» (فاعل عند سيبويه فلا ضمير في أفعل) إذ الجار والمجرور فاعله وأصله أحسن زيدٌ أي: صار ذا حُسْنٍ «كأغدَّ البعير» أي: صار ذا غدَّة إذ قد جاء زيادة الباء في الفاعل كما في قوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ٧٩}[النساء]، وفي هذا القول شذوذان: أحدهما: استعمال
(١) في بعض نخ المتن المخطوطة والمطبوعة (وما) بالواو.
(٢) وهذه التقديرات كلها باعتبار الأصل قبل نَقْلِها للتعجب لا أنها الآن بهذا المعنى، وإنما معناها الآن الإنشاء كما تقول في بعت: فعل ماض وفاعل يعني في الأصل لا إذا كنت مريداً به معنى الإنشاء فكذلك هذا. (سعيدي). الظاهر أن هذا الإعمال بعد التعجب كما هو ظاهر العبارة فتأمل.
(٣) وقال الفراء: ما استفهامية وما بعده خبرها. قال الشارح الرضي: وهو أقواها من حيث المعنى؛ لأنه كأنه جهل سبب حسنه فاستفهم عنه، وقد يستفاد من الاستفهام معنى التعجب نحو: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ١٧}[الانفطار]. (جامي). «وأتدري من هو، ولله درُّه أي رجل» قال:
ولله عينا حبتر أيّما فتى
تمت (نجم الدين). صدره:
فأومأت إيماء خفيا لحبتر