مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 306 - الجزء 2

  الأمر وهو أحسن بمعنى الماضي إذ المعهود استعمال الماضي بمعنى الأمر نحو: «اتقى الله امرؤٌ فعل خيراً يثب عليه»، الثاني: زيادة الباء في الفاعل وهي قليلة، والمطرد زيادتها في المفعول نحو: «ألقى بيده» أي: ألقى يده (ومفعول) به (عند الأخفش) ففي أحسن ضمير فاعل وبزيد أو به مفعول وهذا اختيار الزمخشري (والباء) [في زيد ونحوه] (للتعدية⁣(⁣١)) والهمزة للصيرورة نحو: «أغد البعير» أي: صار ذا غدة (أو زائدة) كما في قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣[البقرة: ١٩٥]، [أي: ولا تلقوا أيديكم] فتكون الهمزة في أحسن للتعدية والباء زائدة؛ إذ لا يجتمع في فعل واحد حرفان معدِّيان (ففيه) أي: في أحسن (ضمير) للفاعل إلا أنه مستتر في إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث؛ لأن صيغة الفعل جرت مجرى المثل فلم تغيَّر بحال.


(١) أي: اجعله ذا حسن. (نجم الدين).