[الحرف]
  الإدغام وفعل أمر للمؤنث مِنْ: وفى يفي تقول: «في يا هند».
  (وعن وعلى والكاف ومذ ومنذ) وهذه تكون حروفاً وأسماء كما سبق(١) ويأتي (وحاشا وعدا وخلا) تكون حروفاً وأفعالاً كما تقدم.
  (فـ «من») لها أربعة معان: تكون (للإبتداء(٢)) فيما يصلح له انتهاء كـ «سرت من البصرة إلى الكوفة»، وقد تجيء لمجرد الابتداء من دون قصد [إلى] انتهاء مخصوص نحو: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». (والتبيين) وذلك فيما يصلح مكانها «الذي» كقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ}[الحج: ٣٠]، أي: الرجس الذي هو الوثن. (و) الثالث: (التبعيض) وذلك فيما يصلح مكانها لفظ بعض نحو: «أخذت من الدراهم» أي: بعضها (وزائدة في غير الموجب) وذلك في النفي والاستفهام نحو: «ما جاءني من أحد إلا زيد» و «هل عندك من أحد غير زيد» وتعرف زيادتها بأنها لو حذفت لم يختل المعنى (خلافاً للكوفيين والأخفش) فيجوّزون زيادتها في الموجب محتجين بقوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}[نوح: ٤]، [أي: ذنوبكم] وبقول العرب: «قد كان من مطر» [أي: مطر]. قلنا: أما الآية (وقد كان من مطر وشبهه متأول) بأن «مِن» للتبعيض(٣)
(١) في مذ ومنذ.
(٢) قوله: فمن للابتداء ... إلخ من لابتداء الغاية في المكان اتفاقاً نحو: «خرجت من المسجد إلى البيت» وفي الزمان عند الكوفيين والمبرد وابن درستويه وابن مالك واختاره أبو حيان وقوَّاه (نجم الدين) لكثرة وروده كقوله: من أول يوم (ويعرف الابتداء به بأن يحسن في مقابلها إلى أو ما يفيد فائدتها نحو: قولك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) أي: ملتجئي إليه فالباء هنا أفادت معنى الانتهاء. (شيخ لطف الله).
(٣) أو للتبيين أي: قد كان بعض مطر أو شيء من مطر أو هو وارد على الحكاية كأن قائلاً قال هل كان من مطر؟ فأجاب عنه بأن قال: قد كان من مطر. (جامي).