مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 318 - الجزء 2

  ٣٧٧ - وأكفيه ما يخشى وأعطيه سؤله ... وألحقه بالقوم حتَّاه⁣(⁣١) لاحق(⁣٢)

  (وفي للظرفية) أي: لحلول الشيء في غيره نحو: «اجلس في الدار» و «المال في الكيس» و «والحلاوة في العسل» و «الفتوة في الكرم» و «الشجاعة في علي # و «السخاوة في حاتم» ونحو ذلك (وبمعنى «على» قليلاً) كقوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}⁣[طه: ٧١]، أي: على جذوع النخل، وقال الزمخشري: بل هي على بابها؛ لأن المصلوب متمكن من الجذع الذي يصلب عليه تمكن الكائن في الظرف.

  (والباء) لها سبعة معان: الأول: (للإلصاق⁣(⁣٣)) حقيقة نحو: «به داء» أي:


(١) والجواب أن أصله حتى هو لاحق فخفف للشعر وإلا لم يبق لرفع «لاحق» وجه.

(٢) البيت من الطويل وقد ورد بلا نسبة.

اللغة: (وأكفيه) كفى يقال: كفاه مؤنته يكفيه كفايةً، (يخشى): يخاف، (ألحقه): لحِق بالكسر ولحق به لحاقاً بالفتح أي: أدركه وألحقه به غيره.

الإعراب: (وأكفيه) الواو حسب ما قبلها وأكفي فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول أول (ما) اسم موصول وهو المفعول الثاني لأكفي (يخشى) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر يعود على ما والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول والعائد محذوف تقديره يخشاه (وأعطيه) الواو عاطفة وأعطي فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر تقديره أنا والهاء ضمير متصل مفعول أول (سؤله) مفعول ثان لأعطي وسؤل مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (وألحقه) الواو عاطفة و (ألحق) فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به (بالقوم) جار ومجرور متعلق بألحق (حتاه) حتى ابتدائية والضمير في حتاه مبتدأ حذف منه الواو ضرورة (لاحق) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: (حتاه) حيث زعم المبرد أن حتى هنا جرت الضمير وقيل هي هنا ابتدائية والضمير أصله هو فحذف الواو للضرورة.

(٣) أي: لإفادة لصوق أمر بمجرورها أو بملابس مجرورها نحو: «به داء، أو مررت به». (موشح).