مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 322 - الجزء 2

  [تعالى حاكياً عنهم] «ما سبقتمونا⁣(⁣١) إليه».

  (وبمعنى الواو في القسم للتعجب⁣(⁣٢)) نحو: «لله لا يؤخر الأجل» وقول الشاعر:

  ٣٨٠ - لله يبقى على الأيام ذو حِيَدٍ ... بمُشمخرٍّ به الضَيَّان والآس(⁣٣)

  أي: والله لا يبقى على الأيام.

  (ورُبَّ للتقليل) كقوله:

  ٣٨١ - ربما تكره النفوس من الأمْـ ... ـرِ لَهُ فَرْجَةٌ كحَلّ العقال(⁣٤)


(١) هذا ما ذكره الشيخ، وقال جار الله: اللام للتعليل أي: وقال الذين كفروا من أجل الذين آمنوا، وذكر بعض المتأخرين أن اللام على بابها أي: الاختصاص (وأنهم قالوا لمن آمن منهم لو كان خيراً ما سبقونا إليه أصحاب محمد ~ وعلى آله.

(٢) يعنون في الأمر الذي يستحق التعجب منه، فلا يقال «لله لقد قام زيد» بل يستعمل في الأمور العظام نحو: «لله لا يؤخر الأجل». (نجم الدين).

(٣) البيت من البسيط وقد اختلف في نسبته فنسبه سيبويه في الكتاب إلى أمية بن ابي عائذ ونسبه الزمخشري في المفصل إلى عبد مناة الهذلي، وقيل: لأبي ذؤيب الهذلي وقد روي لكثير غير هذا الشاعر.

اللغة: (الحيد) جمع حيد وهو العقدة في قرن الوعل والحيد أيضاً حروف ناتئة في حرف الجبل (المشمخر): الجبل الشامخ، (الظيان والآس): نباتان جبليان زكيان. (يبقى) أي: لا يبقى.

الإعراب: (لله) جار ومجرور فيه معنى التعجب متعلق بفعل قسم محذوف وجوباً (يبقى) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر (على الأيام) جار ومجرور متعلق بيبقى (ذو حيد) «ذو» فاعل يبقى مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وذو مضاف وحيد مضاف إليه (بمشمخر) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لقوله ذو حيد (به) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (الظيان) مبتدأ مؤخر و (الآس) الواو عاطفة والآس معطوف على الظيان والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر صفة لمشمخر.

الشاهد فيه: قوله (لله) حيث دخلت اللام على لفظ الجلالة في القسم فأفادت التعجب.

(٤) تقدم إعراب هذا البيت برقم (٢٥٠).

الشاهد فيه: قوله: (ربما تكره النفوس) حيث جاءت رب للتقليل.