مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 323 - الجزء 2

  أي: ربَّ أمر تكره النفوس.

  وقيل: للتكثير⁣(⁣١) كقوله:

  ٣٨٢ - رب رفدٍ هرقته ذلك اليو ... مِ وأسرى مِنْ معشرٍ أقيال(⁣٢)

  وقول الآخر:

  ٣٨٣ - ربما أوفيت في عَلمٍ ... تَرْفَعَنْ ثوبي شمالات(⁣٣)


(١) قال الجرجاني أصلها للتقليل ولكن كثر استعمالها للتكثير. (موشح). حتى صار (أي: رب) في معنى التكثير كالحقيقة وفي معنى التقليل للمجاز المحتاج إلى القرينة. وإنما حمل البصريين على ارتكاب جعلها حرفاً مع أنها في التقليل مثل (كم) في التكثير ولا خلاف في اسميتها أنهم لم يروها تنجر بحرف ولا إضافة كما تنجر «كم» فلا يقال: «برب رجل» ولا «غلام رب رجل». (نجم الدين).

(٢) البيت من بحر الخفيف وهو للأعشى ميمون بن قيس.

اللغة: (الرفد) بفتح الراء القدح المملوء العطاء وقيل: الرفد بكسر الراء العطاء (هرقته) أي: أرقته (أسرى) جمع أسير (أقيال) جمع قيل بفتح القاف وسكون الياء وهو ملك من ملوك حمير.

المعنى: رب دم هرقته ورب أسرى من الأسر مننت عليهم.

الإعراب: (رب) حرف جر شبيه بالزائد (رفد) اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه مبتدأ (هرقته) فعل وفاعل ومفعول والجملة في محل رفع خبر المبتدأ (ذلك) ذا اسم إشارة مبني في محل نصب على الظرفية الزمانية واللام للبعد والكاف للخطاب (اليوم) بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة (وأسرى) الواو عاطفة وأسرى معطوف على رفد (من معشر) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لأسرى ومعشر مضاف و (أقيال) مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله: (رب رفدٍ) حيث جاءت رب هنا للتكثير.

(٣) البيت من بحر المديد وقائله جذيمة الأبرش.

اللغة: (أوفيت) أي: نزلت و (العلم) الجبل وفي القاموس أوفى عليه أشرف (ترفعن) بسكون النون أصله ترفع زيدت فيه نون التوكيد الخفيفة و (شمالات) بفتح الشين جمع شمال وهي الريح التي تهب من ناحية القطب.

الإعراب: (رب) حرف جر (ما) كافة (أوفيت) فعل وفاعل (في علم) جار ومجرور متعلق بأوفى =