مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 346 - الجزء 2

  ومثال المكسورة حكماً قول الشاعر:

  ٤٠٦ - وإلا فاعلموا⁣(⁣١) أنّا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق(⁣٢)

  فقوله: «أنَّا» فتحت فيه «أن» بـ «اعلموا» كما يأتي، فهي مكسورة حكماً⁣(⁣٣) واسمها فيها، وأنتم معطوف على محله، و «بغاة» الخبر⁣(⁣٤)، ومثال التي في معنى


(١) لأن الموضوع جملة لكون علمت إنما تدخل على جملة ابتدائية.

(٢) هذا البيت من الوافر وهو لبشر بن ابن خازم بخاء وزأي: معجمتين.

اللغة: (بغاة): جمع باغٍ وهو اسم فاعل من البغي وهو مجاوز الحد في الظلم، (شقاق): مصدر شاقه، إذا خالف وعاداه أشد العداوة وكأن كل واحد من المتشاقين قد صار في شق وناحية غير الشق والناحية التي صار فيها الآخر.

الإعراب: (إلا) كلمة مؤلفة من: إن الشرطية الجازمة لفعلين ولا النافية وفعل الشرط محذوف دل عليه كلام سابق والتقدير إلا تفعلوا مثلاً (فاعلموا) الفاء واقعة في جواب الشرط اعلموا فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة فاعله والجملة في محل جزم جواب الشرط (أنَّا) أن حرف توكيد ونصب ونا اسمها (وأنتم) الواو عاطفة وأنتم مبتدأ وخبره محذوف والتقدير أنتم مثلنا مثلاً (بغاة) خبر أنّ (ما) مصدرية ظرفية (بقينا) فعلت وفاعل وما مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مضاف إليه والمضاف هو المدة التي تدل عليها ما الظرفية والتقدير مدة بقائنا (في شقاق) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ثان لأن وكأنه قال: اعلموا أنا بغاة مدة بقائنا في هذه الحياة وأنا في شقاق دائم والجملة من أن المفتوحة واسمها وخبرها في تأويل مصدر مفعول به لـ «اعلموا» ساد مسد مفعولي علم.

الشاهد فيه: قوله: (أنا وأنتم بغاة) حيث عطف قوله: (وأنتم) على محل اسم أن وحكم أن المفتوحة بعد علم حكم إن المكسورة؛ لأنها سادة مسد مفعولي علم.

(٣) فأنَّ هنا مع اسمها وخبرها وإن كانت في تقدير المفرد من جهة أن التقدير على قيام زيد لكنها في تقدير اسمين؛ إذ أن مع اسمها وخبرها سادة مسد مفعولي علمت كما أن (إن) المكسورة مع جزأيها بتقدير اسمين أعني المبتدأ والخبر، فحكم المفتوحة بعد أفعال القلوب حكم المكسورة في قيامها مع ما في حيزها مقام الاسمين. (نجم الدين) الرضي. إنما يتمشى على كلام سيبويه حيث أنها وجملتها في معنى المفعولين.

(٤) عن «أنتم».