[الحرف]
  العلم قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}[التوبة: ٣]، أي: إعلام، ففتحت «أن» والجلالة اسمُها، ورسوله مرفوع معطوف على محل اسم أن وبريٌء خبرها.
  (ويشترط) في جواز العطف على محل اسم إنَّ [المكسورة] (مضي(١) الخبر لفظاً) مثل: «إن زيداً قائم وعمرٌو» (أو تقديراً) مثل: «إن زيداً وعمرو قائم» وقول الشاعر:
  ٤٠٧ - وإلا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق(٢)
  أي: أَنَّا بغاة وأنتم بغاة، فحذف خبر أن في المثال والبيت، وهذا(٣) إذا كان خبر المعطوف موافقاً لخبر المعطوف عليه(٤) كما ذكرنا، فإن كان مخالفاً له لم يحذف كقوله تعالى: {إِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ(٥) وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ١٩}[الجاثية]، فإذا عرفت هذا فلا يجوز حينئذ العطف على المحل
(١) وإنما اشترط ذلك؛ لأنه لو لم يتقدم لا لفظاً ولا تقديراً لا يصح العطف بالرفع مثل: «إن زيداً وعمرو ذاهبان» فها هنا لم يتقدم الخبر لا لفظاً - وهو ظاهر - ولا تقديراً؛ إذ لا يصح تقدير ذاهبان خبر عن زيد فقط، لعدم المطابقة، فينبغي أن يجعل ذلك خبراً عن الجميع لكنه لا يجوز لما يؤدي إليه من كون الخبر يكون معمولاً لإنَّ غير معمول لإنَّ؛ لأن معمول المبتدأ غير معمول لإنَّ. (سعيدي).
(٢) تقدم إعراب هذا البيت برقم (٤٠٦).
الشاهد فيه: قوله: (أنا وأنتم بغاة) حيث حذف خبر أن في قوله: (أنا) أي: أنا بغاة وهذا الحكم بمعنى الخبر تقديراً إذا كان خبر المعطوف موافقاً لخبر المعطوف عليه.
(٣) أي: الحكم بمضي الخبر تقديراً.
(٤) بأن يكون اللفظ كاللفظ.
(٥) عطف على محل الظالمين، وذكر خبر الأول وهو بعضهم أولياء بعض؛ لكونه مخالفاً لخبر المعطوف.