مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 349 - الجزء 2

  أنه قال: «هم أجمعون ذاهبون»، فأما العطف على اللفظ قبل مضي الخبر فجائز وفاقاً قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ}⁣[الأحزاب: ٣٥]، وقول الشاعر:

  ٤٠٨ - إن الربيع الَجود والخريفا ... يدا أبي العباس والصيوفا(⁣١)

  لأن الخبر هنا معمول لإنَّ وحدها.

  (ولكن كذلك) في جواز العطف على محل اسمها بعد مضي الخبر نحو: «ما خرج زيد لكن أخاك خارج وعمرو»، ومنه قول الشاعر:


= يكون هم مبتدأ مؤكد بأجمعون مخبراً عنه بذاهبون، ثم حذف المبتدأ وبقي توكيده كما يحذف الموصوف وتبقى صفته. اهـ من شرح الكافية الشافية.

(١) هذا البيت من الرجز وهو لرؤبة بن العجاج.

اللغة: (الربيع) هنا المطر الذي يكون في الربيع و (الجود) بالفتح هو الواسع الغزير الذي لا مطر فوقه و (الخريف): المطير يكون في الخريف وكذا (الصيوف) أمطار الصيوف و (أبو العباس) هو السفاح عبدالله بن محمد بن علي مدحه فجعل يدية لكثرة معروفه كهذه الأمطار وروي (ندى) مكان (يدا).

المعنى: شبه مطر الربيع ومطر الخريف ومطر الصيف بيدي الممدوح في عموم النفع وكثرة ما ينال الناس من نعمه وهذا من التشبيه المقلوب لقصد المبالغة في وصف الممدوح بالكرم والأصل تشبيه يديه بالأمطار الواقعة في هذه الأزمنة.

الإعراب: (إنّ) حرف توكيد ونصب (الربيع) اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (الجود) صفة الربيع وصفة المنصوب منصوب (والخريف) الواو عاطفة والخريف معطوف على الربيع وألفه للإطلاق (يدا) خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى و «يدا» مضاف و (أبي) مضاف إليه مجرور وعلامة جرة الياء وأبي مضاف و (العباس) مضاف إليه (والصيوفا) الواو عاطفة والصيوف معطوف على الربيع والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه الفتحة، والألف للإطلاق.

الشاهد فيه: قوله: (والصيوفا) حيث عطف الصيوف بالنصب على الربيع ولو رفع حملاً على الموضع أو على المبتدأ وإضمار الخبر لجاز.