[الحرف]
  ٤٠٩ - وما قَصََّرتْ بي في التسامي خؤولةٌ ... ولكنَّ عَمِّي طيب الأصل والخالُ(١)
  لكونها للاستدراك وهو لا يغير معنى الجملة كما لا تغيرها إنَّ المكسورة، بخلاف سائر الحروف فإنها تغير معنى الجملة(٢)، فلا يجوز ذلك فيها على الصحيح(٣).
  (ولذلك(٤)) أي: ولأجل أنها لا تغير معنى الجملة (دَخَلَت اللام(٥)) التي
(١) البيت من الطويل ولم ينسب لأحد.
اللغة: (التسامي) التعاظم والتعالي وأراد به العراقة في النسب (خؤولة) إما من المصدر كالعمومة يقال: بين فلان وفلان خؤولة، أو هو جمع خال كالعمومة جمع عم.
المعنى: يقول: إنه إذا انتسب إلى أخواله كان له بهم أعظم الفخر وإذا انتسب إلى أعمامه لم يكن أحدٌ أعلى منه فخراً يريد أنه كريم النسب من جهتين.
الإعراب: (وما) الواو بحسب ما قبلها وما نافية (قصّرت) قصر فعل ماض والتاء للتأنيث (بي) جار ومجرور متعلق بقصرت (في التسامي) جار ومجرور متعلق بقصرت أيضاً (خؤولة) فاعل قصرت (ولكن) الواو عاطفة ولكن حرف استدراك ونصب (عمي) عم اسم لكن منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وعم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (طيب) خبر لكن مرفوع وطيب مضاف (والأصل) مضاف إليه (والخال) الواو عاطفة والخال معطوف على محل اسم لكن، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره محذوفاً والجملة معطوفة على جملة لكن.
الشاهد فيه: قوله: (ولكن عمي طيب الأصل والخالُ) حيث عطف قوله: الخال مرفوعاً على محل اسم لكن بعد استكمال الخبر، وهذا العطف من باب عطف المفرد على المفرد، وهذا ما ذهب إليه ابن مالك وسار عليه ابن هشام، والجمهور يرون أن الخال مبتدأ محذوف الخبر فيكون من باب عطف جملة على جملة أو معطوف على اسم مرفوع مثله وهو الضمير المستكن في الخبر المتقدم وعليه يكون من عطف المفرد على المفرد. انظر شرح التصريح.
(٢) من الإخبار إلى الإنشاء.
(٣) وأجاز الفراء رفع المعطوف على اسم كأن وليت ولعل أيضاً؛ لكونه في الأصل مبتدأ، وضعفه غيره لخروجه عن معنى الإبتداء بما أوردت في الحروف من المعاني وهو الحق. (رضي).
(٤) التي هي لتأكيد معنى الجملة. (جامي).
(٥) أي: ولأجل أن (إنَّ) المكسورة مع جزأيها في تقدير الجملة. (جامي).