[الحرف]
  (و) دخول اللام (في) خبر (لكن) كما هو رأي الكوفيين إذ يعتبرون بقاء الابتداء مع لكن كإنَّ ويحتجون بقول بعضهم:
  ٤١٣ - ولكنني من حبها لعميد(١)
  قلنا: ذلك (ضعيف) للفرق بين «لكن وإن» من حيث إن اللام موافقة لمعنى إن في التأكيد دون «لكن»، ولأن «إنّ» تستغني عن كلام قبلها بخلاف لكن، والبيت مؤول بأن أصله: لكن إنني، فحذفت الهمزة ثم إحدى النونات كراهة اجتماعها فصار: لكنني، كما أن أصل: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}[الكهف: ٣٨]: لكن أنا.
(١) عجز بيت من الطويل وصدره:
يلومونني في حب ليلى عواذلي
وقيل:
بدت فأرتني قامة ما رأيتها
وهذا البيت مما ذكر النحاة أنه لا يعرف له قائل قال ابن هشام في مغني اللبيب: ولم يعرف له قائل ولا تتمة ولا نظير.
اللغة: (عميد) من قولهم: عمده العشق إذا هَدَّه وقيل: إذا انكسر قلبه من المودة.
الإعراب: (يلومونني) يلومون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ووا الجماعة فاعل، والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة في محل رفع خبر مقدم وهذا جريّا على اللغة الفصحى وإلا فالواو حرف دال على الجمع وعواذلي هو فاعل يلوم (في حب) جار ومجرور متعلق بيلوم وحب مضاف وليلى مضاف إليه، (عوازلي) مبتدأ مؤخر على اللغة الفصحى (ولكنني) الواو استئنافية ولكن حرف استدراك ونصب والنون للوقاية والياء اسم لكن مبني على السكون في محل نصب (من حبها) جار ومجرور متعلق بقوله عميد الآتي وحب مضاف والهاء مضاف إليه مضاف إليه (لعميد) اللام لام الابتداء وعميد خبر لكن مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (العميد) حيث دخلت لام الابتداء في الظاهر على خبر لكن وجواز ذلك هو مذهب الكوفيين.