[الحرف]
  وقد يكونان للتخيير فقط إذا كان أصله الحظر(١) نحو: «خذ من مالي ديناراً أو درهماً»، أو «خذ من مالي إما ديناراً، وإما درهماً» فلا يأخذ المخاطب إلا أحدهما فقط(٢)، وقد يكونان للإباحة فيما ليس أصله المنع نحو: «جالس الحسن أو ابن سيرين، وتعلم إما النحو: وإما الفقه»، فالمراد إباحة أيهما شاء وإن جمع بينهما فلا منع.
  (و) اعلم أن «أم» تكون متصلة ومنقطعة فشروط (أم المتصلة(٣)) ثلاثة:
= دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لتمنى (وهل) الواو للاستئناف وهل حرف استفهام (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (إلا) أداة استثناء والاستثناء مفرغ (من ربيعة) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (أو) حرف عطف (مضر) معطوف على ربيعة وسكن لأجل الوقف.
الشاهد فيه: هنا قوله: (من ربيعة أو مضر) حيث أتى (بأو) التي للشك أو للتشكيك على المخاطب وفي البيت أيضاً شاهد آخر وهو قوله (تمنى ابنتاي) فإن ابنتاي مؤنثه ابنة وهي مؤنثة حقيقية التأنيث وقد وقع هذا اللفظ فاعلاً لقوله تمنى فإن قدرت هذا الفعل ماضياً كان خالياً من علامة التأنيث فكان ينبغي أن يقول تمنت ابنتاي وإن قدرت الفعل مضارعاً محذوف إحدى التاءين كان مؤنثاً لأن علامة التأنيث في المضارع بتاء متحركة تتصل بأوله.
(١) في (أ): الحصر، وفي (ج): للحظر، وما أثبت فهو من (ب).
(٢) كقوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ١٤٧}[الصافات].
(٣) إنما سميت المتصلة بهذا الاسم؛ لأن مدخولها كجزء من الكلام الذي قبله، فلم يستقل مدخولها، ولأن المتكلم كان قاصداً ما بعدها وما قبلها إذا ابتدأ الكلام فيكونان متصلين في قصده بخلاف المنقطعة. (سعيدي).
- في بعض الحواشي أن في عبارة المصنف نظراً؛ لأن أم ليست ملازمة همزة الاستفهام وإلا لزم استعمال أم حيث استعملت الهمزة لكنه ليس كذلك بل الصواب أن يقال: أم المتصلة ملزومة لهمزة الاستفهام بمعنى أنه حيث استعملت أم المتصلة استعملت همزة الاستفهام. أقول: يمكن أن يجاب عنه بأن قوله بعد ظرف لقوله لازمة فتصير الملازمة جزئية بمعنى أم المتصلة لازمة لهمزة الاستفهام ولكن لا مطلقاً بل لزومها للهمزة في الزمان الذي يعلم السائل ثبوت الحكم لأحدهما ولا شك أن الملازمة على هذا التقدير بينهما متساوية؛ إذ لا تستعمل الهمزة على هذا التقدير إلا مع أم، وكذلك لا تستعمل أم إلا مع الهمزة فافهم.