[الحرف]
  لكنه بشر أضحى لها عرضاً ... وجسمه من صروف الدهر مكلوم
  (وإذا تقدم القسم أول الكلام على الشرط لزمه) أي: لزم الشرط (المضي لفظاً أو معنى) كما يأتي؛ لأنهم جعلوا الجواب للقسم كما يأتي، وبطل عمل الشرط في الجواب اهتماماً بالقسم؛ لتقدمه ولأن الشرط(١) مقسم عليه في المعنى، فلما بطل عمل الشرط في الجواب ولم يجزمه قصدوا أن يأتوا بالشرط فعلاً لا يؤثر فيه حرف الشرط ولا يجزمه؛ ليطابق الجواب فجعلوه ماضياً؛ إذ هو مبني فلا يجزم؛ لأن الجزم إعراب (وكان(٢) الجواب للقسم) فقط (لفظاً) لعدم الجزم في الفعل ولدخول اللام التي يتلقى بها القسم فيه ونون التأكيد(٣) (ومعنى) أيضاً؛ لأن الجواب مقسم عليه في المعنى، وجواب الشرط في المعنى
= ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره هو يعود على ما (العيش) مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ (لو) حرف امتناع لامتناع (أن) حرف توكيد ونصب (الفتى) اسمها منصوب بفتحة مقدرة على آخره (حجر) خبر أن مرفوع والجملة من أن المصدرية واسمها وخبرها في تأويل مصدر فاعل لفعل محذوف تقديره لو ثبت كون الفتح حجراً، (تنبو) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على آخره للثقل، (الحوادث) فاعل (عنه) جار ومجرور متلعق بتنبو (وهو) الواو واو الحال وهو مبتدأ (ملموم) خبر المبتدأ مرفوع والجملة الاسمية في محل نصب حال.
الشاهد فيه: قوله: (لو أن الفتح حجر) حيث جاء خبر أن اسماً جامداً وفيه رد على الزمخشري الذي أوجب أن يكون خبر أنَّ الواقعة بعد لو فعلاً ليكون عوضاً من الفعل المحذوف ورد بالقول إنما ذلك في الخبر المشتق لا الجامد كما في البيت.
(١) صوابه: ولأن الجواب مقسم عليه كما سيصرح به فيما يأتي والله أعلم.
(٢) عبارة «الخبيصي»: وكان الجواب للقسم لفظاً لكونه أهم بدليل تقديمه على الشرط، ومعنى لكون اليمين عليه، وللشرط معنى لا لفظا لكونه مشروطا بالشرط. فلا يخفى ما في كلام السيد من الانضراب فتأمل.
(٣) فدلت هذه الأحوال الثلاثة على أن الجواب للقسم لا للشرط.