[الحرف]
  أخرجوا في اعتبار القسم، ولو ألغي(١) لقيل: لا يخرجوا(٢) بحذف النون، (و) مثل قوله تعالى: ({وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ١٢٢}) [الأنعام]، تقديره: والله إن أطعمتموهم فاعتبر القسم المقدر بدليل عدم دخول الفاء في جواب(٣) الشرط في «إنكم» إذ الواجب دخولها لو اعتبر(٤) الشرط.
  (وأما) بفتح الهمزة وهي التي (للتفصيل) أي: لتفصيل الجمل التي فيها نسب(٥) فهي من جملة حروف الشرط وقد تكرر نحو: «أما زيد فعالم وأما بكر فجاهل» وقد لا تكرر كقوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ}[آل عمران: ٧]، ودليل كونها شرطية دخول الفاء معها حتماً ولأنها تستلزم شيئين أحدهما يستلزم الآخر كالشرط والجزاء؛ لأنك إذا قلت: «أما زيد فمنطلق» معناه(٦)
(١) وجه التشكيل أنه مع التقديم لا يجوز إلغاؤه، وإنما يجوز الإلغاء مع التوسط كما لا يخفي. يقال: كلام السيد مبني على الفرض فلا إشكال.
(٢) ليس حذف النون لازماً لكون فعل الشرط ماضياً وقد علم مما مضى.
(٣) فإنه لو كان جزاء الشرط يلزم الإتيان بالفاء لأن الجملة اسمية. (جامي معنى).
(٤) وقد قيل: إن القسم غير مقدر والفاء محذوف كقول الشاعر:
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... ... البيت. (موشح).
(٥) عبارة «الجامي» أي: تفصيل ما أجمله المتكلم في الذكر نحو: قولك: جاءني إخوتك أما زيد فأكرمته وأما عمرو فأهنته وأما بشر فأعرضت عنه»، أو أجمله في الذهن، ويكون معلوماً للمخاطب بواسطة القرائن وقد جاءت للاستئناف من غير أن يتقدمها كلام نحو: «أما» الواقعة في أوائل الكتب ومتى كانت للتفصيل المجمل وجب تكرارها وقد يكتفى بذكر قسم واحد حيث يكون المذكور ضد الغير المذكور لدلالة أحد الضدين على الآخر كقوله تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه)، فإن ما يقابل أما المذكورة هاهنا غير مذكور لكنه مقدر يعني وأمّا الذين ليس في قلوبهم زيغ فيتبعون المحكمات ويردون إليها المتشابهات. (جامي).
(*) في (ب): لها نسب.
(٦) هذا الذي يرشد إليه المعنى لا أن اللفظ كان كذلك ... قال الشيخ: وتقديرهم إياها بمهما ليس بحقيقة وإنما هو تمثيل.