مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 400 - الجزء 2

  مهما يكن من شيء فزيد منطلق تقديراً وتمثيلاً فقط (والتزم حذف فعلها⁣(⁣١))؛ لأن المقصود بها الاسم الواقع بعدها⁣(⁣٢) لا الفعل (وعوض بينها) أي: بين أما (وبين فائها جزء مما في حيزها⁣(⁣٣)) أي: مما في حيز الفاء؛ ليكون عوضاً عن الفعل المحذوف المقدر وكراهة أن تلي الفاء أما، فإذا قلت: «أما زيد فمنطلق» فكأنك قلت مهما يكن من شيء فزيد منطلق فقدمت زيداً تقديراً عوضاً عن يكن كما قدمنا (وهو) أي: الاسم الواقع بعد أما مرفوعاً كان أو منصوباً (معمول لما في حيزها) أي: معمول لما في حيز الفاء يعني لما بعدها فإذا قلت: «أما زيد فمنطلق» كما سبق، فزيد من متعلقات الجزاء مما هو بعد الفاء، وهو هاهنا مبتدأ فلذلك قال الشيخ: (مطلقاً) سواء كان مرفوعاً كما سبق أو منصوباً، وسواء كان ما بعد الفاء يجب له التصدير⁣(⁣٤) كإنَّ وما النافية نحو: «أما يوم الجمعة فإنك منطلق، أو فما أنت منطلق» أم لا فالمنصوب بما بعد الفاء (مثل: «أما يوم الجمعة فزيد منطلق») فيوم الجمعة ظرف منصوب بمنطلق. قال نجم الدين: هذا مذهب المبرد واختاره المصنف وليس على إطلاقه؛ لأن المبتدأ في نحو: «أما زيد فقائم» وأداة الشرط مع الشرط في نحو: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ٨٨ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ}⁣[الواقعة: ٨٩]، خارجان⁣(⁣٥) عنه، وقد تقدم ما ذكرناه


(١) الذي هو الشرط. (جامي).

(٢) قال الرضي: لأن الغرض الكلي من هذه الملازمة بين الشرط والجزاء لزوم القيام لزيد. منه.

(٣) أي: حيز فائها أو حيز أما؛ لأن حيز الفاء أيضاً حيزها. سواء كان ذلك الحيز مبتدأ نحو: «أما زيد فمنطلق» أو معمولاً لما وقع بعد الفاء نحو: «أما يوم الجمعة فزيد منطلق». (جامي).

(٤) في (أ): الصدر، وما أثبت فهو من (ب، ج).

(٥) أما المبتدأ فلكونه معمولاً للابتداء، وأما أداة الشرط مع الشرط في قوله تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ٨٨}⁣[الواقعة]، فلا يحتاج إلى عامل؛ إذ هو حرف وذلك ظاهر.