مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[حرف الردع]

صفحة 402 - الجزء 2

[حرف الردع]

  (حرف الردع كَلَّا) تقول لمن قال فلان يبغضك أو يشتمك: كلا أي: ارتدع عن هذه المقالة فليس الأمر كذلك ومنه قوله تعالى: {رَبِّيَ أَهَانَنِ ١٨}⁣[الفجر]، كَلَّا أي: ليس الأمر كذلك؛ فإن تقتير الرزق على المؤمن لمصلحة له لا إهانة قال الشيخ: وقد تأتي كلا بعد الطلب لنفي الإجابة كقوله تعالى بعد قوله: {رَبِّ اِرْجِعُونِ ١٠٠ كَلَّا}⁣[المؤمنون]، قال نجم الدين: هو للردع هنا، (وقد جاء) كلا (بمعنى حقاً) كقوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ٦}⁣[العلق]، {كَلَّا وَالْقَمَرِ ٣٢}⁣[المدثر]، {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ٢٠}⁣[القيامة]، {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ٢٦}⁣[القيامة]، فيجوز أن يكون في هذا الوجه اسماً⁣(⁣١) ولا يجوز الوقف عليها؛ لأنها من تمام ما بعدها.

[تاء التأنيث]

  (تاء التأنيث⁣(⁣٢)) تكون متحركة حيث كانت في اسم نحو: «فاطمة، وطلحة وقائمة، وقاعدة» وتكون ساكنة⁣(⁣٣) و (الساكنة تلحق الفعل الماضي لتأنيث المسند إليه) نحو: «قامت هند، وهند قامت» (فإن كان) المسند إليه اسماً (ظاهراً) ليس


(١) قوله: فيجوز أن يكون في هذا اسماً ... الخ قال في «الجامي»: بأن يكون لفظه كلفظ كلا الذي هو حرف، ومناسبة معناه لمعناه؛ لأنك تردع المخاطب عما يقوله تحقيقاً لضده لكن النحاة حكموا بحرفيته إذا كان بمعنى حقاً أيضاً لما فهموا من أن المقصود بتحقيق مضمون الجملة كالمقصود بإن فلم يخرجوا ذلك عن الحرفية. (منه).

(٢) اعلم أنه إنما جاز إلحاق علامة التأنيث بالمسند مع أن المؤنث المسند إليه دون المسند للاتصال الذي بين الفعل وهو الأصل في كونه مسنداً وبين الفاعل، وذلك الاتصال من جهة احتياجه إلى الفاعل، وكونه كحرف من حروف الفعل في نحو: «ضربت» حتى سكن له اللام. (نجم الدين).

(٣) قال في «الجامي»: وإنما جعلت هذه التاء ساكنة بخلاف تاء الاسم؛ لأن أصل الاسم الإعراب وأصل الفعل البناء فنبه من أول الأمر سكون هذه على بناء ما لحقته وتحريك تلك على إعراب ما وليت؛ لأنهما كالحرف الأخير مما يلحقان به. (منه).