مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[حرف الردع]

صفحة 403 - الجزء 2

  بمضمر، وتأنيثه (غير حقيقي)، وهو الذي ليس بإزائه ذكر في الحيوان [كما مر] (فمخير⁣(⁣١)) إن شئت ألحقت التاء وقلت: «طلعت الشمس»، وإن شئت حذفتها وقلت: «طلع الشمس» وإن أسندت إلى مضمر هذا الذي تأنيثه غير حقيقي أو إلى ما تأنيثه حقيقي وجبت التاء إلا ما شذ كما تقدم مفصلاً (وأما إلحاق علامة التثنية) نحو: «قاما الزيدان، وقامتا الهندان» (والجمعين) نحو: «قاموا الزيدون، وقمن الهندات» (فضعيف)؛ لعدم احتياج هذه الألفاظ إلى هذه الحروف التي جعلت علامات لمعاني الألفاظ⁣(⁣٢)، ولأن إلحاقها يوهم أنها ضمائر⁣(⁣٣)، ولو لم يقصد ذلك فيؤدي إلى الجمع بين فاعلين وقد ورد في قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى⁣(⁣٤) الَّذِينَ ظَلَمُوا}⁣[الأنبياء: ٣]، وقوله ÷: «يتعاقبون فيكم ملائكة»⁣(⁣٥) وقول بعض


(١) أي: أنت مخير بين إلحاق تاء التأنيث وبين عدمه أو فهو أي: إلحاق تاء التأنيث مخير فيه على الحذف والإيصال، وهذه المسألة قد تقدمت إلا أنها ذكرت فيما تقدم من حيث إنها من أحكام المؤنث، وهاهنا من حيث إنها من أحكام تاء التأنيث. (جامي).

(٢) عبارة «الجامي» لعدم احتياجها إلى هذه العلامات مثل احتياج المسند إليه إلى علامة التأنيث؛ لأن تأنيثه قد يكون معنوياً أو سماعياً، وعلامة التثنية والجمع غالباً ظاهرة غاية الظهور.

(٣) وليست بضمائر؛ لئلا يؤدي إلى الإضمار قبل الذكر من غير فائدة «خبيصي». كما حصل في نعم رجلاً وربه وفي باب التنازع. (نجم الدين).

(٤) وقيل: إن الذين ظلموا مبتدأ قدم عليه خبره، وقيل: نصب على الذم أو رفع عليه، وقيل: الواو حرف دال على أن الفاعل جمعاً كما في «أكلوني البراغيث». شيخ لطف الله.

(٥) تكملته في النواوي على صحيح مسلم فيسألهم ربهم إلخ وقال في شرح الحديث شرح النووي على صحيح مسلم ج: ٥ ص: ١٣٣: باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما قوله ÷ ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر فيه دليل لمن قال من النحويين يجوز إظهار ضمير الجمع والتثنية في الفعل إذا تقدم وهو لغة بني الحارث وحكوا فيه قولهم أكلوني البراغيث وعليه حمل الأخفش ومن وافقه قول الله تعالى: (وأسروا النجوى الذين ظلموا) وقال سيبويه وأكثر النحويين: لا يجوز إظهار الضمير مع تقدم الفعل ويتأولون كل هذا ويجعلون الاسم بعده بدلا من الضمير ولا يرفعونه بالفعل كأنه لما قيل: =