مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[نون التأكيد]

صفحة 408 - الجزء 2

  تضربن»؛ وذلك لأنها لا تؤكد إلا ما كان مطلوباً (والقسم) نحو: «والله لتضربن» (وقلَّت في النفي⁣(⁣١)) إذ لا طلب فيه وإنما دخلته في حال لشبهه بالنهي⁣(⁣٢) نحو: «ما زيد يقومن» (ولزمت في مثبت القسم⁣(⁣٣)) نحو: «والله ليقومن»؛ وذلك ليتقرر ويتأكد، ولا يلزم في منفي جواب القسم نحو: «والله ما يقوم زيد» (وكثرت في مثل إما تفعلن) إذ أصله إن ما تفعلن، فإن شرطية وما زائدة وذلك لأنهم لما أكدو إن الشرطية بحرف الزيادة وهي «ما» وتأكيد الفعل أولى؛ إذ هو المقصود فأكدوه بنون التأكيد (وما قبلها) أي: والحرف الذي قبل نون التأكيد (مع ضمير المذكرين مضموم) نحو: «احضُرُنَّ»؛ إذ أصله احضرونَّ التقى ساكنان الواو ونون التأكيد حذفت الواو لذلك وبقيت الضمة لتدل عليها (ومع المخاطبة) المفردة المؤنثة (مكسور) ما قبل نون التأكيد نحو: «احضرِنَّ يا امرأة»، إذ أصله: احضرينَّ فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وبقيت الكسرة؛ لتدل عليها (وفيما عداه) أي: فيما عدا ذلك (مفتوح⁣(⁣٤)) ما قبل نون


(١) ويلحق بالنفي «قَلَّما تقولن»؛ لأن القلة تلحق بالعدم وحمل عليه للمضادة (كثيراً ما تقولن). (هندي).

- قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا}⁣[الأنفال: ٢٥]، وقوله: {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ}⁣[النمل: ١٨].

(٢) في كونهما غير مثبتين وكون حرفيهما لا. (موشح).

(٣) أي: في جوابه المثبت؛ لأن القسم محل التأكيد؛ فكرهوا أن يؤكدوا الفعل بأمر منفصل عنه وهو القسم من دون أن يؤكدوه بما يتصل به وهو النون بعد صلاحيته له. وفي قوله: ولزمت في مثبت جواب القسم إشارة إلى زيادة أن نون التأكيد فيما عدا مثبت جواب القسم غير لازمة بل جائزة. (جامي).

- إذا وقع حاجز بين اللام والفعل مثل قوله تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ١٥٨}⁣[آل عمران]، فإنه يجوز تركه.

(٤) أي: مبني على الفتح، وذلك إنما يكون في الواحد المذكر غائباً أو مخاطباً، وفي الغائبة نحو: =