مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 411 - الجزء 2

  ومن⁣(⁣١) ثم قيل: هل ترين) في المؤنثة؛ إذ أصله تريين الياء الأولى من نفس الكلمة والياء الثانية ضمير المؤنثة تحركت الياء الأولى وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً لذلك فالتقى ساكنان الألف والياء الثانية التي هي ضمير فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، ولم تحذف الياء الثانية لملاقاتها نون التأكيد لكون ما قبلها مفتوحاً، فلو كان ما قبلها مكسوراً حذفت فتقول: «هل ترين» بكسر الياء مع نون التأكيد كما تكسرها إذا لقيها ساكن من كلمة منفصلة نحو: «هل⁣(⁣٢) تري القوم».

  (وتَرَوُّنَّ) في جماعة المذكر وأصله: تريون تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً فالتقت هي والواو فحذفت الألف لذلك ولم تحذف الواو لملاقاتها نون التأكيد؛ لأن ما قبل الواو مفتوح فهي مثل قوله تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}⁣[البقرة: ٢٣٧]، وإنما تحذف إذا كان ما قبلها مضموماً وهذان المثالان آخر كل منهما ضمير ليس قبله حركة من جنسه.

  (وترين⁣(⁣٣) واغزون⁣(⁣٤)) هذان المثالان للمفرد المذكر وليس فيهما ضمير بارز لكن في آخرهما حرف علة وهو لام الكلمة، فالياء في ترين لا تحذف؛ لأن ما قبلها فتحة؛ وإنما تحذف إذا كان قبلها كسرة تدل عليها ولقيها ساكن مع غير نون التأكيد أيضاً فلا تحذف هذه مع نون التأكيد ولا مع غيرها وكذا الواو في اغزون حرف علة لا يحذف مع نون التأكيد؛ ولا مع غيرها لأنها ليست بضمير،


(١) أي: ومن أجل أنه مع الضمير البارز كالمنفصل قيل: هل ترين ... الخ ومع غير الضمير البارز كالمتصل. (منه).

(٢) صوابه (لم تري القوم).

(٣) بإثبات الياء وفتحها؛ لأجل النون كما تفتح لأجل الألف نحو: تريان.

(٤) برد الواو وفتحها كما ترد لأجل الألف مفتوحة نحو: «اغزوا».