[الحرف]
  والنون كالجزء مما لحقته فلم يكن للنون حكم المنفصل مع غير(١) الضمير فأما إذا لاقى هذه الواو ساكن غير نون التأكيد حذف؛ لأن قبله ضمة تدل عليه نحو: «اغز(٢) القوم يا زيد».
  (واغزن) في المؤنث وأصله «اغزوين» حذفت الياء الساكنة لملاقاتها نون التأكيد فثقلت الكسرة على الواو فحذفت فالتقى ساكنان الواو ونون التأكيد فحذفت الواو لذلك(٣) وكسر الزاي بعد حذف ضمته؛ ليدل على أن ما قبل الياء مكسور وهو الواو.
  (واغزن) في جماعة الرجال، وأصله «اغزوون(٤) يا رجال» ثقلت الضمة على الواو الأولى فحذفت فالتقى ساكنان الواو الأولى والثانية فحذفت الأولى لذلك وحذفت الواو الثانية لملاقاتها نون التأكيد فقل: «اغزن» وإنما حذفت الواو والياء في هذين المثالين؛ لأن قبلهما حركة من جنسهما وهما ضميران كما بنيا.
  (و) نون التأكيد المخففة (تحذف للساكن)(٥) إذا لقيها، إذ إثباتها يؤدي إلى تحريكها وهو خلاف الأصل، أو التقى ساكنان وهما: على غير حدهما فتحذف وتقول: «اضرب القوم» ولم تكسر نون التأكيد هنا، وتبقى كما فعل في التنوين إذا
(١) في (أ، ج): عدم، وما أثبتناه من (ب).
(٢) صوابه «هل تغز» لأن الواو حذفت للجزم لا للام.
(٣) هذا ينقض ما تقدم من قوله: إن الواو والياء إذا كانا غير ضميرين لم يحذفا لملاقاة نون التأكيد ... الخ فالحق ما قاله في المناهل وهو أن أصله «اغزو» حذفت الواو لمعاملته معاملة المجزوم وألحق به ياء المخاطبة فصار اغزي ثم ألحق به التأكيد فسقطت للساكنين.؛ لأن الضمائر إنما تلحق الفعل بعد إعلاله وهو اختيار نجم الدين الرضي. (مناهل).
(٤) أصله غزو حذفت الواو لمعاملته معاملة المجزوم ثم ألحق به واو الجمع فصار اغزوا فلحقته نون التأكيد فسقطت الواو للساكنين. (مناهل).
(٥) عبارة المتن في الرضي والخبيصي ونسخة مخطوطة للمتن لفظ: للساكنين.