مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 413 - الجزء 2

  لقيه ساكن؛ لأن نون التأكيد غير لازمة فحذفت والتنوين لازم⁣(⁣١) فبقي وكسر نحو: {قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ ١ اِللَّهُ اُلصَّمَدُ ٢}⁣[الإخلاص].

  (و) تحذف النون المخففة (في الوقف⁣(⁣٢)) كما يحذف التنوين فيه (فيرد ما حذف) لأجلها⁣(⁣٣) أي: لأجل نون التأكيد بعد حذفها للوقف؛ إذ قد زال موجب حذف المحذوف فتقول: «يا امرأة هل ترين، ويا رجال هل تخشون» برد⁣(⁣٤) نون الإعراب؛ لأن حرفة العلة إذ كانت حركة ما قبله ليست من جنسه كهذين المثالين فليس بمحذوف كما قدمنا وإنما ردوا ما حذف لأجلها بعد حذفها؛ لأنها كالمعدوم بخلاف ما حذف لأجل التنوين لو وقف على الاسم كما في قاض فإن الياء لا ترد على الأفصح كما في بعض⁣(⁣٥) اللغات؛ لأن التنوين لازم⁣(⁣٦) كما سبق.


(١) للاسم المتمكن في الوصل إذا تجرد عن الإضافة واللام بخلاف النون الخفيفة فإنها لا تلزم ما دخلته. (نجم الدين).

- قال في حاشية المفصل: ما لفظه:؛ لأن للتنوين قوة ليست للنون؛ لاتصاله بالأسماء على جهة الوجوب حيث لا مانع بخلاف النون فإنك مخير بين أن تؤكد بها وبين أن لا تؤكد بها، ولقصد أن يكون لما يدخل الاسم مزية على ما يدخل الفعل فحذف لذلك.

(٢) إذا انضم ما قبلها أو كسر كما يحذف التنوين كذلك. (جامي).

(٣) أي: لأجل نون التأكيد من حرف علة أو حرف إعراب فتقول: «اضربي يا امرأة، واضربوا يا رجال»، بإعادة حرف العلة عند حذف نون التأكيد. (رصاص).

(٤) لأن أصله تخشَيُون تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً فالتقت الألف والواو فحذفت الألف لذلك فبقي تخشون فحذفت نون الإعراب لملاقاتها نون التأكيد إذ هما متنافيان وضمت الواو الساكنة كما لو لقيها ساكن منفصل من كلمة أخرى فبقي تَخْشَوُنَّ فلما وقفت حذفت نون التأكيد كما تحذف التنوين فيه فرد نون الإعراب؛ لعدم نقيضها، والله أعلم.

(٥) إشارة إلى أنها ترجع في بعض اللغات وهو الأولى. (جامي).

(٦) فجعل للازمه مزية بإبقاء أثره على ما ليس بلازم. (جامي).