مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الاسم وأقسامه]

صفحة 89 - الجزء 1

  واعلم أنه يرد على الجمع ثلاثة إشكالات: الأول منها: باب مساجد وجحاجح علمين لشخصين (وحضاجر علماً) للماهية التي وضعت (للضبع) الموجودة في كل فرد من الضباع، فإن هذه الأمثلة المذكورة وإن وجد فيها الشرط وهو الصيغة، فالمشروط وهو الجمعية معدوم؛ إذ هي علم للمفرد.

  والجواب: أن هذا المذكور كله (غير منصرف⁣(⁣١) لأنه منقول⁣(⁣٢) عن الجمع) إلى العلم كما ذكر، فهو في أصل اللغة وضعه جمع، والمعتبر الأصل كما في أسود ونحوه، ولا يضر ما طرأ كما سبق، ولأنه في الأصل جمع لحضجر، وهو عظيم البطن قال الشاعر:

  ١٩ - حِضَجْرٌ كأُمّ التوأمين تَوكَّأَتْ ... على مرفقيها مستهلة عاشر(⁣٣)


= فمنصرفة مع وجوب تأنيث المبتدأ وهو فرازنة لأن المراد به مجرد اللفظ وهو مذكر. فإن قيل: ما الفرق بين التاء في فاطمة والتاء في فرازنة؟ لأنكم قلتم: إن فاطمة تمتنع للعلمية والتأنيث، وفرازنة منصرف؛ لأن التأنيث بعَّده عن شبه الفعل فما الفرق بين التأنيثين؟ الجواب: أن الجمع في فرازنة هو الذي أشبه الفعل وحده؛ لأن الجمع علة مؤثرة في منع الصرف وحده فمنع الصرف لأجله، فلما دخلت التاء بعَّدته عن شبه الفعل فصرف، وأما فاطمة فإنها لم تشبه الفعل إلا بالعلمية والتأنيث جميعاً فثبتت على المنع. والله أعلم وأحكم.

- لا يخفى أن هذا الجواب لا يدفع السؤال.

(١) إجماعاً.

(٢) فإن قلت: لا حاجة في منع صرفه لاعتبار الجمعية الأصلية فإن فيه العلمية والتأنيث لأن الضبع هي أنثى الضبعان؟ قلنا: علميته غير مؤثرة لعدم اشتراطها في الجمع، وإلا لكان بعد التنكير منصرفاً؛ لأن ما فيه علمية مؤثرة إذا نكر صرف والتأنيث غير مسلم لأنه علم لجنس من الضبع مذكراً كان أو مؤنثاً. (جامي).

(٣) البيت من الطويل وهو لسماعة بن أشول النعامي كما في شرح أبيات سيبويه.

اللغة: الحضجر: كَهِزَبْر العظيم البطن ومنه قيل للضبع حضاجر لعظم بطنه.

المعنى: يصف رجلاً بالبلادة وعدم الرغبة في الثأر، لذا تراه سميناً ثقيل الحركة فحاله أشبه بامرأة حملت بتوأمين وقاربت ولادتها فتوكأت على مرفقيها لثقلها. مستهلة عاشر: رفعت صوتها =