الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[عكس النقيض]

صفحة 128 - الجزء 1

[عكس النقيض]

  (و) أما (عكس النقيض) فحقيقته: (جعل نقيض كل منهما) أي: من جزأي القضية (مكان الآخر) أي: جعل نقيض الجزء الثاني⁣(⁣١) مكان الأول، ونقيض الجزء الأول مكان الثاني.

  ويشترط فيه - أيضا - بقاء الكيف⁣(⁣٢)، أي: الإيجاب والسلب. فينعكس قولنا: «كل إنسان حيوان» - مثلا - بهذا العكس إلى: «كل ما ليس بحيوان ليس بإنسان».

  فإن قلت: قد اشترط في عكس النقيض بقاء الكيف، وقولنا في عكس «كل إنسان حيوان»: «كل ما ليس بحيوان ليس بإنسان» - لم يبق ذلك؛ إذ هو سلب،

  قلت: هذه القضية ليست سالبة، بل هي معدولة⁣(⁣٣)، أي: جُعِل حرف السلب جزءا من طرفيها كما عُلم في⁣(⁣٤) موضعه، فتأمل، والله أعلم.

  نعم، وإنما سمي هذا عكسَ النقيض لأن المعكوس فيه نقيض الطرفين، فتأمل ذلك.

  فهذا ما يليق بهذا المختصر من بيان النقيض والعكس، ولاستيفاء الكلام فيه وفي شرائطه فن آخر، أعني: علم المنطق، فمن أراد تحقيقه فليرجع إليه، وقد استوفيت ذلك في شرح مختصر سعد الدين التفتازاني المسمى بالتهذيب. وبتمام هذا تم الكلام في شرح الدليل الثاني، أعني: السنة.


= الأخص على جميع أفراد الأعم، وهو محال؛ بل تنعكس جزئية؛ لأنا إذا قلنا: «كل إنسان حيوان»، فإنا نجد الموضوع شيئًا متصفًا بالإنسان والحيوان، وهو الحيوان الناطق، فيكون بعض الحيوان إنسانًا. إيساغوجي ومطلع باختصار.

(١) كحيوان في نحو: «كل إنسان حيوان»، ونقيضه «لا حيوان».

(٢) والصدق؛ أي: وبقاء الصدق. مطلع.

(٣) وسميت معدولة لأن حرف السلب عدل به عن أصل مدلوله، وهو السلب، وجعل حكمه حكم ما بعده، فقيل في الموجبة المعدولة: موجبة. مطلع. فتكون معدولة حيث تقدر الرابط في، نحو قولك: «إنسان لم يقم» قبل حرف النفي. ومحصلة هي حيث قدرت الرابطة بعده في المثال. من حواشي شرح ابن حا.

(٤) في المخطوط: «من».