الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[الأدلة الشرعية]

صفحة 53 - الجزء 1

  تعالى لا يفعل القبيح (وَإِنْ لَا) يطابق الواقع (فَفَاسِدٌ) كاعتقاد⁣(⁣١) أن الله تعالى يفعل القبيح، تعالى عن ذلك.

  (وَ) الاعتقاد الفاسد (هُوَ الجَهْلُ(⁣٢) المُرَكَّبُ)؛ لأنه اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه.

  (وَقَدْ يُطْلقُ) الجهل (عَلَى عَدمِ العِلمِ)، وهو المسمى: بالبسيط.

  وأما السهو والنسيان فهما يخالفان الجهل؛ لأن السهو عدم ملكة العلم بعد حصوله، فمعناه أنه لا يصير العلم ملكة للنفس. والنسيان مثله.

  وقد يُفَرَّقُ بينهما بأنَّ السهوَ⁣(⁣٣) زوالُ الصورة عن القوة المُدرِكة⁣(⁣٤)، مع تحققه في الحافظة. والنسيانَ زوالها عن المدركة والحافظة جميعا. والله أعلم.

  ولما فَرَغَ مِن تعريفِ الدليلِ والأمارةِ شرع في بيان الأدلة الشرعية، فقال:

[الأدلة الشرعية]

  (فَصْلٌ: والأَدِلَّةُ الشَّرعِيَّةُ(⁣٥)) أربعة وهي:

  (الْكِتَابُ) العزيز، (وَالسُّنَّةُ) النبوية، (وَالإِجْمَاعُ(⁣٦)) من الأمة، أو من أهل البيت⁣(⁣٧) $، (وَالقِيَاسُ(⁣٨)).


= الجملة. فواصل شرح منظومة الكافل.

(١) وكاعتقاد الفلاسفة أن العالم قديم.

(٢) لأنه مركب من جهلين: الجهل بحقيقة الشيء، والجهل بأنه جاهل. مؤلف.

(٣) وفي هداية العقول شرح غاية السؤل ما لفظه: والسهو - ويرادفه الذهول - وهو زوال الصورة الحاصلة للنفس عنها، بحيث يتمكن من ملاحظتها من غير تجشم إدراك جديد؛ لكونها محفوظة في خزانتها. والنسيان: زوال الصورة عنها، بحيث لا يتمكن من ملاحظتها إلا بتجشم إدراك جديد؛ لزوالها عن خزانتها.

(٤) أي: الذاكرة.

(٥) فكل حكم لا يستند إلى أحدها فهو مهمل مرسل. حواشي فصول.

(٦) وهو الإجماع العام.

(٧) وهو الإجماع الخاص.

(٨) والاجتهاد، والاستصحاب، والبراءة الأصلية. فصول. وزاد بعضهم: الاستحسان، والتفويض. =