[الظاهر والمؤول]
  وأيضا فقد جاز مع إيهام(١) وجوب الاستعمال في الجميع، فمع إيهام(٢) وجوب الاستعمال في البعض أجدر(٣). فتأمل! والله أعلم.
[الظاهر والمؤول]
  وهذا (فَصْلٌ) في الظاهر والمؤول.
  (والظاهر) في اللغة: الواضح(٤)، ومنه الظهر(٥).
  وفي الإصطلاح: (قَد يُطلَقُ عَلَى مَا يُقَابِلُ النَّصَّ(٦))، فيكون قسيما له. وحقيقته بهذا المعنى(٧): ما أفاد معنى يحتمل غير المقصود(٨).
  (و) قد يطلق: (عَلَى مَا يُقَابِلُ المُجْمَلَ(٩))، وحقيقته بهذا المعنى: ما يُفهم المراد به تفصيلا(١٠). فيكون النص قِسما منه؛ لأن ما يُفهم منه المراد تفصيلا قد يفيد معنى لا يحتمل اللفظ سواه وهو النص، وقد يفيد معنى يحتمله اللفظ وغيره وهو الظاهر، (وَقَد تَقدَّمَا) الأول في باب المنطوق والمفهوم(١١)، والثاني في صدر الباب(١٢)؛ لأن الظاهر يرادف المبين، وقد تقدم تفسير المبين(١٣).
(١) وذلك في العام قبل أن يخصص بشيء من المخصصات.
(٢) وذلك في العام بعد أن خصص ببعض المخصصات.
(٣) إن قيل: ورود بعض المخصصات وتأخير بعض يوهم أنه لا مخصص غير ما ذكر، بخلاف ما إذا لم يرد شيء منها فلا مساواة، فضلاً عن أن يكون أجدر وأولى فتأمل.
(٤) يقال: ظهر الشيء ظهوراً، إذا وضح بعد خفائه، ومنه قيل: ظهر لي رأى، إذا علمت ما لم تكن علمته، وظهر الحمل، إذا تبين، ويقال: ظهرت عليه، أي: اطلعت، وظهرت على الحائط، علوته، ومنه: ظهر على عدوه؛ إذا غلبه. شرح غاية.
(٥) ظهر: بفتح الظاء. وقيل: بالضم لنصف النهار.
(٦) فيقال: هذا اللفظ نص في كذا، أو ظاهر فيه.
(٧) إذ النص ما أفاد معنى لا يحتمل سواه.
(٨) احتمالاً مرجوحاً، كالأسد فإنه راجع في الحيوان المفترس، مرجوح في الرجل الشجاع.
(٩) فيقال: هذا اللفظ مجمل أو ظاهر.
(١٠) إذ المجمل ما لا يفهم المراد به تفصيلاً.
(١١) حيث قال في المتن: فإن أفاد معنى لا يحتمل غيره فنص.
(١٢) حيث قال: وإلا فظاهر؛ إذ معناه إن أفاد معنى يحتمل غيره فظاهر.
(١٣) فحقيقة المبين: ما يفهم المراد به تفصيلاً، والظاهر كذلك.