الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[الدليل الأول: القرآن]

صفحة 54 - الجزء 1

  ووجه الانحصار: أن يقال: الدليل إمَّا: وَحْيٌ أو غيره. والوحي: إما متلوٌّ وهو القرآن، أو لا وهو السنة. وغير الوحي: إن كان قولًا لكل الأمة⁣(⁣١) فهو الإجماع. وإن كان مشاركةُ فرعٍ لأصل في علة الحكم فهو القياس.

  وسيأتي بيان الجميع إن شاء الله تعالى.

[الدليل الأول: القرآن]

  (فَالْكِتَابُ: هُوَ القُرآنُ(⁣٢)) غلب عليه من بين سائر الكتب المنزَّلَةِ في عُرف الشرع، كما غلب على كتاب سيبويه في عرف أهل العربية. وسمي قرآنًا: لأنه يُجمع ويُقرن بعضه ببعض.

  (وَهُوَ): الكلام (المُنَزَّلُ(⁣٣) عَلَى قَلبِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ÷ لِلإِعْجَازِ(⁣٤) بِسُورَةٍ مِنْهُ).


= وزاد بعضهم: العقل، وقول الوصي، وقول الصحابي.

(١) أو العترة.

(٢) وقد اختلفوا عند ذلك في أصله؛ فقال قوم منهم الأشعري: هو مشتق من قرنت الشيء إلى الشيء، إذا ضممت أحدهما إلى الآخر، وسمي به القرآن لاقتران السور والآيات والحروف فيه. وقيل: هو مشتق من القرائن؛ لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضًا. وعلى هذين القولين هو - أيضًا - ليس بمهموز. وقال قوم منهم اللحياني: هو مصدر لقرأت، كالرجحان والغفران، سمي به الكتاب المقروء من باب تسمية المفعول بالمصدر. وقال آخرون منهم الزجاج: هو وصف على «فعلان»، مشتق من: القرء، وهو الجمع؛ ومنه: قرأت الماء في الحوض؛ أي: جمعته. قال أبو عبيدة: وسمي بذلك لأنه جمع فيه السور بعضها إلى بعض، قال: ولا يقال لجمع كلِ كلام قرآن؛ وإنما سمي قرآنًا لأنه جمع ثمرات الكتب السابقة. وقيل: لأنه جمع أنواع العلوم كلها. ذكر معنى ذلك السيوطي.

(٣) قال جار الله العلامة في تفسير قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣ عَلَى قَلْبِكَ ... ١٩٤}⁣[الشعراء]، أي: حفظكه وفهمك إياه، وأثبته في قلبك إثبات ما لا ينسى، كقوله تعالى: {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى ٦}⁣[الأعلى].

(٤) قوله: «للإعجاز» والاقتصار على الإعجاز وإن أنزل لغيره أيضًا؛ لأنه المحتاج إليه في التمييز. محلى.

(*) حقيقة المعجز شرعًا: الأمر الخارق للعادة، المتعلق بدعوى المدعي للنبوءة على جهة المطابقة. تعريفات.

(*) وقوله: «للإعجاز ..» لا يصلح فصلًا؛ لأن التعليل بذلك لم يثبت في كتاب ولا في سنة، وإن وقع التعجيز بمثله فذلك من آياته، لا علة لتنزيله؛ إنما العلة ما في قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ٢٩}⁣[ص]. جلال. فالصواب: أن يقال: المعجز.