سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 128 - الجزء 1

  بالقذةِ، حتى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتموه، قيل: يا رسولَ الله اليهودَ والنصارى؟ قال: فمَنْ؟!».

  هذه كلمةُ سيدِ البشرِ الذي لا ينطقُ عن الهوى ينبئُنا بما ألهمَه اللهُ بأنَّ مِنْ هذه الأمةِ من يتتبعُ عثراتِ بني إسرائيلَ ومقالاتِهم وبدعِهم ويتبعُها ويقولُ بها، ولا يتركُ باطلاً قالت به اليهودُ إلا قال به، حتى لو أنهم دخلوا في جُحْرَ ضبٍّ لدخلَ فيه، والعياذُ باللهِ، وهذا تشبيهٌ بليغٌ أرادَ ÷ أن يبينَ به شدةَ حرصِ بعضِ الناسِ على تتبعِ وتقليدِ أولئك اليهود.

  - اللهم إنا نسألك أن تجعلَنا من المتمسكين بحبلِك والمتبعين لشرعِك السائرين على نهجِ نبينا محمدٍ وآله يا ربَّ العالمين.

  عبادَ الله: إياكم والتقليدَ الأعمى في العقائدِ، فلا بد فيها من اليقين القاطعِ الجازمِ حتى تطمئنَّ به النفوسُ، أما الظن فلا يغني من الحقِّ شيئا.

  عبادَ الله: أودُّ أن أصحبَكم في ظِلالِ القرآنِ الوارفةِ، وبين سطورِه المباركةِ لنطَّلع وإياكم على التجاوزاتِ والخروقاتِ التي اقترفها اليهودُ والنصارى، ونتعرفَ وإياكم على الأسبابِ التي جَعَلَت اللهَ يغضبُ عليهم ويطردُهم من رحمتِه لكي نتجنبهَا، ونحذرَ أن نقعَ فيها فنستوجبُ بذلك غضبَه، وعقابَه أجارَنا اللهُ منه.

  فأقول وبالله التوفيقُ: من المعلوم أن لله تعالى صراطاً سويًّا غيرَ صراطِ اليهودِ والنصارى وأن لليهودِ صراطاً معوجًّا، وعقائدَ باطلةً؛ من اعتقدها وقال بها فهو من المغضوبِ عليهم، وأن للنصارى منهجاً وصراطاً باطلاً؛ من نهجه ضلَّ ومن تبعه أوصله إلى النارِ.

  فالمطلوب منَّا عبادَ الله هو البحث عن صراطِ اللهِ الذي قال فيه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} فنتبعُه ونسيرُ على نهجِه وأن نخالفَ أصحابَ الجحيمِ من اليهودِ والنصارى وسائرِ مللِ الكفرِ، وقد أمرَنا اللهُ ø أن نتبرأَ منهم ونستعيذَ به من طريقتِهم في كلِّ صلاةٍ من صلواتنا فنقولُ: