الخطبة الأولى
  واستهانةً واستخفافاً بمقامِ الله، كيف يتجاهلُ العبدُ ربَّه وهو بين يديه يناجيه؟ وكيف ينشغلُ بغيرِ مولاه الذي أقبلَ عليه ووجَّهَ وجهَهُ إليه؟
  عبادَ الله: لقد كان الصالحون على حرصٍ بالغٍ في توثيقِ علاقتِهم باللهِ وحريصون على أن يؤدوا طاعةَ اللهِ على أكملِ وجهٍ وبأحسنِ صوره بلا عجلةٍ وبمنتهى الدقةِ والإتقانِ، لأنهم على ثقةٍ ويقين بأن هذا العملَ سيعرضُ على اللهِ ومن حقِّ العظيمِ الجليلِ ألا يُقدَّمَ إليه إلا ما هو طيبٌ وجميلٌ وعلى أحسنِ حالٍ يليقُ بجلالِه حتى يقبلَه اللهُ كما قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
  {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}.
  بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيمِ ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ إنه تعالى جوادٌ ملكٌ برٌ رؤوفٌ رحيمٌ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
  * * * * *