الخطبة الأولى
  {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} ويقول تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
  عبادَ الله: إن اللهَ لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسِهم. لا بدَّ من الرجوعِ إلى القرآنِ والتمسكِ بأحكامِ الدينِ والأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر، «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليُسلطنَّ اللهُ عليكم شرارَكم ثم يدعوا خيارُكم فلا يستجابُ لهم».
  ما من أمةٍ تبتعدُ عن تعاليمِ دينِها إلا سلطَ اللهُ عليها من يسومُها سوءَ العذابِ، والواقعُ أكبرُ برهان.
  انظروا إلى هذه الأمةِ التي مزقَ شملهاَ الفرقةُ والشتاتُ، أمة تدّعي الإسلامَ وتنتسب للقرآنِ، أمة تقدر بحوالي مليار مسلم في أقطارِ الأرض تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتا.
  تسلطَ عليهم أحفادُ القردةِ والخنازيرِ من بني إسرائيلَ يهدمون المنازلَ، ويقتلون الأطفالَ والشيوخَ، ويغتصبون النساءَ العفيفاتِ المسلماتِ، أرجاسٌ أدناسٌ يتعدون حدودَ اللهِ، يدنسونَ أعراضَ المسلمينِ وكراماتِهم ثم لا تسمع إلا الشجبَ والتنديدَ ومؤتمراتٍ لها عشراتٌ السنين لم تخرج بقرار.
  بَحَّ المنادى والمسامعُ تشتكي صمما ... وأصبحت الضمائرُ تشترى
  ***
  لقد أسمعت لو ناديتَ حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي
  ولو نارٌ نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد