سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 176 - الجزء 1

  لقد نصبَ اليهودُ للمسلمين العداءَ، منذ فجرِ الدعوةِ وبزوغِ نورِ الإسلامِ، إلى وقتنا الحاضرِ. وما زالوا يحيكون الخططَ ويبرمون المكائدَ للنيلِ من الإسلامِ، وتفريقِ كلمةِ المسلمين وما تركوا حيلةً إلا دبروها، ولا مكيدةٌ إلا نصبوها.

  حاربوا الإسلامَ في بادئ الأمرِ ففشلوا ومنوا بالهزيمةِ والخيبةِ، فلما رأوا بأن المؤمنَ يقاتلُ عن صدقٍ عقيدةٍ ورسوخِ إيمانٍ، يحاربُ من أجلِ نيلِ أحدِ الحُسنيين إما النصر وإما الشهادة، خابت مساعيهم وفشلت مخططاتهم، وتكبدوا الخسائر العظيمة في وجه الإسلام.

  رأوا بأنهم لا يقدرون على النيلِ من الإسلامِ مادام حُرَّاسُه رجالاً أوفياءَ، الإيمان يملأ قلوبَهم، ومن كتابِ الله ومنهاجِ رسوله يستمدون القوةَ والثبات ..

  عندها علم أحبارُ اليهودِ وقساوسةُ النصارى ألَّا قدرةَ لهم على الإسلامِ والمسلمين إلا بتفريقِ كلمتِهم وإبعادهم عن معالمِ دينهم وبث الفسادِ والدعارة في أوساطِهم، فقاموا بنشرِ الدعاياتِ الزائفةِ بأن المسلمين متخلفون وأنهم رجعيون وأن الدينَ هو سببُ تخلفِهم وركودِهم!

  وهكذا راجت لهم هذه الدعايةُ وأخذوا في بثِّ سمومِهم، بنشرِ المدارسِ العلمانية، والعلومِ الغربيةِ، وقللوا من أهميةِ الدين وقللوا من تدريسِه. ثم غزوا وطنَنا الإسلاميَ بآلاتِ اللهوِ والعبثِ والدعارةِ والخلاعةِ. من قصص ماجنةٍ، وأفلامٍ خليعةٍ، ومجلاتٍ هابطةٍ، نساءٌ عارياتٌ، وصورٌ سافراتٌ، وأشرطةٌ لمغنين ومغنياتٍ عاهراتٍ فاجراتٍ، وفديو ودشات وقنوات محرمات. لقيت لها رواجاً في أسواقِنا وبين شبابِنا، فاشتريناها بأموالنا لنحرق بلهبها أبنائنا ونهدم بها بيوتنا، ونبيع بها ديننا بعرضٍ من الدنيا وخسر البيع.

  هذا ما قدمه لنا الغربُ وهذا الذي يدّعونه تطوراً وهكذا يريدونا أن نكون:

  إذا كان تركُ الدين يعني تقدماً ... فيا نفسُ موتي قبلَ أن تتقدمي

  ج ... ج

  ينادون بتحررِ المرأةِ وتمردها وتعريها باسمِ التقدمِ، ينادون بالسفورِ والخمورِ والمجونِ باسم التقدمِ.