الخطبة الأولى
  عبادَ الله: لقد أثمرت تلك البذرةُ الخبيثةُ ونجحت تلك المؤامرةُ الخطيرةُ التي دبرها أعداءُ الدين.
  لقد أصبحَ في مجتمعنا العربي كثيرٌ من الغوغاءِ، الذين يحذون حذوهم ويقلدون حركاتهم وسكناتهم باسم التقدمِ.
  تراهم يقلدون الغربَ في المأكلِ والمشربِ، وحتى في الملبسِ وحتى في قصاتِ الشعرِ ونوعِ الحلاقةِ وفي تسريحةِ الرأس، وغير ذلك كثير، كل هذا باسمِ الموضةِ، وتحققت نبوءةُ المصطفى حيثُ قال: «لتحذون حذوَ بني إسرائيلَ حذو القذة بالقذةِ حتى لو دخلوا حُجرَ ضبًّ لدخلتموه». حتى أسماء أبنائِنا وبناتِنا أصبحت أسماءً غريبةً على مجتمعِنا المسلمِ أصبحنا نسمعُ أسماءَ ممثلاتٍ ماجناتٍ غربياتٍ بدلَ أسماءِ المؤمناتِ الصالحات.
  عبادَ الله: كهذا بدأت الحربُ الفكريةُ على الإسلامِ وهكذا بدأوا يبثونَ السمومَ في أوساطِ الشبابِ، وعامٌ بعدَ عامٍ والإسلامُ ينتقضُ عروةً بعد عروةٍ، وأحكام تضيع، ومنكراتٌ تنتشرُ، وجرائمُ تظهرُ، عندها عُطّلت طاقاتنا الإيمانية وأبتعد الناسُ عن وحيِ القرآنِ وشريعةِ السماء.
  فتفرق المسلمونَ وذهب عزُّهم وأَفَلَ نجمُهم، عندها تسلطَ عليهم الجاحدون الحاقدون من اليهودٍ والنصارى وضربوا الإسلام ضربتَهم القاضية فهل ترى لهم من باقية؟
  ذهبت حميةُ الدينِ وصِدقُ العقيدة، والإخلاصُ لله، فلم ترى من يقاتل إلا من أجلِ مصلحةٍ شخصيةٍ. أو مناصبَ دنيويةٍ، أما رجالُ الدينِ والمستضعفون فليس لهم من ينصرُهم إلا الله.
  عبادَ الله: كان الناسُ أمةً واحدةً ودولة ًواحدهً، قائدُها واحدٌ، دستورُها القرآنُ ومنهجُها الإسلامُ، من المحيطِ إلى الخليجِ قلبٌ واحدٌ وهدفٌ واحدٌ وصفٌ واحدٌ.