سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 178 - الجزء 1

  فلما استجابوا لأطماعِ الغربِ ودعاياتِهم الزائفةِ، باسمِ التحررِ والاستقلالِ والحريةِ والتقدمِ، مزقوهم وشردوهم وفرقوا كلمتَهم وهدموا وحدتَهم، وفصلوا البلادَ العربيةَ إلى دويلاتٍ ذاتِ حدودٍ مستقلةٍ، وحولوا تلك الأمةَ من أمةٍ واحدةٍ. إلى نيفٍ وعشرين دولة، وضعت لها قوانينَ جديدةً، ودساتيرَ غربيةً، ونبذوا القرآنَ والشرعَ ورائَهم ظهريّا فالله المستعان.

  فأي خذلانٍ هذا وأيُّ خيانة، أجارنا الله وإياكم من الضلالِ بعد الهدى ومن الجهالةِ والعمى، إن ربي وليُّ النعماءِ وكاشفُ الضرِّ والبلاء وهو حسبنا ونعم الوكيل.

  {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}.

  أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

  * * * * *