الخطبة الثانية
الخطبة الثانية
  
  {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} لا نشرك بالله شيئاً، ولا نتخذ من دونه إلهاً ولا ولياً، نحمده على ما خصنا به من نعمه، ودلنا عليه من طاعته، واستنقذنا به من الهلكة برحمته، وبصرَنا به إلى سبيل النجاةِ، وابتدأَنا به من الفضلِ العظيمِ، والإحسانِ الجسيمِ، بمحمدٍ البرَّ الرؤف الرحيم ÷، ارسله إلينا فكان كما قال ø: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} فبلغ # رسالة ربه ÷ الطيبين الطاهرين.
  وأشهد ألّا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ الحقُّ المبين.
  وأشهد أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه الأمينُ بلغ رسالةَ ربِّه وأُوذِيَ في جنبه وصبرَ وصابرَ حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.
  أما بعد:
  عبادَ الله: لا بد لنا أن نعرف عدوَّنا وأن نحذر مكره ونتقي شره وليس هناك ما هو أشد فتكا وعداء للإسلام من اليهود كما قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، والعجب العجيب أن تسمع صوتاً من بين المسلمين يمدحُ اليهودَ وأعوانَهم، ويدعي بأنهم أفضلُ من المسلمين.
  إن هذا لعمري هو الخذلانُ، والمحادةُ للهِ ولرسولِه، وأعجبُ من ذلك أن تسمعَ من يُحذرُ من إعانةِ مسلم يحاربُ يهودياً ويُحرمُ الدعاءَ له. كيف هذا وقد لعنَ اللهُ اليهودَ وأمرنا بلعنِهم، وشنَّعَ على من أحبَّهم ومدحهم ووالاهم بقوله عز من قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ