سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 180 - الجزء 1

  وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

  يجب أن نربي أنفسَنا وأبناءَنا على حبِّ الدينِ وأهلِه، وعلى معاداةِ من أمرَ اللهُ بمعاداتِهم حتى يرجعَ إلينا مجدُ أمتِنا وعزُّها وهيبتُها، وما ذلك على الله بعزيز.

  عبادَ الله: قارنوا بين اليومِ والأمسِ، انظروا معي صراخَ الأطفالِ الرضعِ، وأنينَ الشيوخِ واستغاثاتِ النساءِ، اللاتي دنسَ الأعداءُ كرامتَهم وانتهكوا حرماتِهم في كافةِ بقاعِ المسلمين.

  مليارُ مسلمٍ يسمعون الصراخَ والعويلَ والبكاءَ والنحيبَ، ولكن لا مجيب. كُلٌّ مشغولٌ بنفسه، ماتت الضمائرُ، ودُفِنَت الحميةُ، وذهبت الشهامةُ، وقل الناصرُ والمعينُ، وإلى الله المشتكى.

  لقد أسمعتَ لو ناديت حيّاً ... ولكن لا حياة لمن تنادي

  ونارٍ لو نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخُ في رماد

  انظر إلى الفارقِ بين الأمسِ واليومِ؟!

  والسببُ كلُّ السببِ قلةُ الدينِ وعدمُ مراقبةِ الله، ذهب الدينُ حتى لم يبقَ من الإسلامِ إلا اسمُه ومن القرآنِ إلا رسمُه، لم نعد نرى من يتمسكُ بمعالمِ الإسلامِ ويطبقُ أحكامَه، نسوا الله فأنساهم أنفسَهم.

  كيف تنتصرُ أمهٌ شبابُها في دورِ اللهوِ والغناءِ بين شاربِ خمرٍ، وماجنٍ وعربيدٍ، قاطعٍ للصلاةِ، منتهكٍ لحرمات الله، لا يحد لله حدا؟

  كيف تنتصرُ أمةٌ نساءُها كاسياتٌ عاريات، مائلاتٌ مُمِيلات، عاهراتٌ فاجراتٌ، منهن الممثلاتُ والراقصاتُ والمغنياُت واللاهياتُ؟!

  {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.