سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 181 - الجزء 1

  عبادَ الله: لا ينبغي أن نخدعَ أنفسَنا ونمنيها الأماني، واللهِ لن نشمَّ للنصرِ رائحةً ما دمنا معطلين لحدودِ اللهِ خارجين عن طاعتِه، ولن يتحررَ القدسُ وفلسطينُ وغيرُها من بلادِ المسلمين إلا برجالٍ مؤمنين صادقين أوفياء.

  إنما يؤيد الله بنصرِه عبادَه المتقين - أما من خذله الله فما له من ولي ولا نصير. {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ٧}.

  فعلينا عبادَ الله بالتواصي بالحقِّ والتواصي بالصبرِ عليه، وموالاةِ أولياءِ الله ومعاداة أعدائه، وتربيةِ أبنائِه على الفضيلةِ والتقوى وتعليمِهم أمور دينهم، وما أوجب الله عليهم من حبٍّ لله ولرسولِه، ولا يكن همنا التعليم من أجلِ الدنيا أو لنيلِ شهادةٍ أو لغرضِ وظيفةٍ أو منصبٍ، بل ليكون همنا الوحيد رضاء الله ورسوله ونصرة الله ورسوله والإنتصار للإسلام والمسلمين.

  كلٌ بقدرِ جهدِه ووسعِ طاقتِه ولو بالدعاءِ في أدبارِ صلواتِنا وأورادِنا. والله حسبنا ومولانا هو نعم المولى ونعم النصير.

  واعلموا عبادَ الله: بأننا في يومٍ شرفه الله وعظمَه وجعلَه عيداً لأوليائِه فأكثروا فيه من الصلاةِ والسلامِ على نبيِّكم، امتثالاً لأمر ربِّكم حيثُ قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

  اللهم فصل وسلمْ وبارك وترحم على عبدِك ونبيِّك وخيرتِك من خلقِكَ أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ هاشم.

  وصل اللهم وسلم على أخيه وابنِ عمِّه وبابِ مدينة علمِه. أشجع طاعنٍ وضاربٍ، علي بنِ أبي طالبٍ وعلى زوجتِه الحوراءِ خامسةِ أهلِ الكساءِ فاطمةَ البتولِ الزهراءِ.

  وصل اللهم وسلم على ولديهما الإمامين الأعظمين أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبدِ اللهِ الحسينِ.